محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: بشائر الفضل الإلهي في (الأخلاق) الجمعة فبراير 17, 2012 10:49 pm | |
|
[center]
البشرى العاشرة تقوى المحارم باب المكارم
وهذه بشرى فيها العجب العجاب لماذا؟ أكثر العوام يظنُّ أن الغنى لا يجتمع مع الإيمان وأن العبادة لا بد أن تأتى بالفقر والضعف والحرمان أو تجلب الغلظة والجفاء أو التجهُّم والشحناء وحاشا لله أن يكون هكذا أتباع دينه السعداء إنما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وحاشا للغنى المغنى أن يرضى لمحبيه أن يكونوا فقراء أذلاء ولايكونوا تعساء أو أشقياء فتصاريف القدر فوق عقل العقلاء فما بالك بفهم الناس البسطاء ولذا احتجنا لحكمة العلماء ولا أطيل عليكم فأظنكم متشوقون للبشرى بشرى الحبيب إلى كل حبيب ولكل عبد مقبل على الله منيب وكل من يرجو التقى والهدى والعفاف والغنى{أقبل النبى على أصحابه يوماً فسألهم مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلَ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قال: فَأَخَذَ بِيَدِي وَعَدَّ خَمْساً قالَ{اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَحْسِنْ إلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِماً، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ}[1] الله أكبر بشرى خمسة فى واحد كيف هذا وظاهرها خمسة أوامر ونواهى؟قديما قالوا:أعمال الخير والبر يقوم بها البار والفاجر ولكن المعاصى والمحرَّمات لا يتركها إلا المؤمن الصابر وهنا السرُّ ياإخوانى فاتقاء المحارم تشمل توقِّى المحرَّمات التى هى فعل المنهيَّات وترك المأمورات لأن ترك المأمورات من أوَّل المنهيَّات والمحرَّمات أفرأيتم لفظان فيهما عماد الأمر والنهى ورأس زاوية كل صلاح وغى فمن اتقى الحرمات وأتمَّ المأمورات أفتراه يحمل حسداً أو غشاً أو ضغينة أو حقدا؟ً فالأولى تجعله من أوائل العابدين والثانية نتيجة من الأولى وتجعله من الراضين الشاكرين ثم هل ترى هذا يؤذى له جاراً وأذيته من أول المنهيات والإحسان إلية من أقوى المأمورات فمثل هذا أمنه جاره وعاش بجانبه فى أمن وأمان أفمثل هذا يغشُّ إخوانه أو لا يحبَّ لهم الخير كما يحبُّه لنفسه؟لا بل قد يؤثر إخوانه على نفسه أفلا يكون التارك للمحرمات والمواظب على الطاعات إذاً مسلماً حقاً ومؤمنا صدقاً ومثله يكثر جدُّه ويقلُّ هزله وإذا مزح فلا يقول كذبا فكل تلك الخيرات فروع وثمار لشجرة ترك المحرمات والمنهيات فمن كان ترك المحرمات همه وقصده فهو عابدٌ فى صدق راضٍ فى يقين يشعُّ سلاماً لمن حوله ومحبة بل وبشاشةً ومودة فمن منكم يريد أن يكون أعبد الناس وأغنى الناس مسلماً على حق ومؤمنا بصدق من يريد هذا سيقول: ولكن الرجاء بعيد والنوال أبعد لا والله فالرجاء يسير والنوال أقرب والبشرى هائلة وعظيمة وبابها هو الأوسع الأرحب فالبشرى العظيمة ياأحبائى السعداء سرها كلمة واحدة تديرها فى رأسك وتجعلها نصب عينك:لا تقترف المحرمات ولاتنتهك الحرمات ولا تتجرأ على المنهيات هل فهمنا ووعينا تلك البشرى إن جميع الطاعات ولو ملأت الأرض والسموات يطيح بها مرتكبو المحرمات قال النبى{لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً قَالَ ثَوْبَانُ: يَارَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا}[2]وحتى نكون من أهل تلك البشرى يلزم إيضاح أن الرضا بالمقسوم لا يعنى بحال أن نرضى بما قسم الله لنا حتى لو كنا فى الفقر أو المرض لأن هذا فهم سقيم لكلام النبي الكريم ولكن الفهم المستقيم أن ترضي بما قسم الله لك من أحوال الإيمان العلية أو المعيشة الهنية ولكن لا ترضى المعاصى أو الدنيَّة أو المصيبة والبليَّة ولا تحرك ساكناً وتقول رضيت بالقضية فالرضا ألا يتغير قلبك على مولاك بنزول البلاء ولكن قل هو لحكمة ظاهرةً أو خفية وتستعين به وبأسباب كونه لرفع البليَّة مع دعاء العبودية لربِّ البريَّة فالشفاء لا يأتى إلا بدواء وطبيب كما الرزق لا يأتى إلا بطرق باب الرزاق المجيب فتذهب للطبيب ثم تطلب من ربِّ الطبيب أن يجعل الشفاء على يده وترفع الدواء إلى فيك وتسأل خالقك وباريك: اللهم شفاؤك ليعافيك فيجعل الشفاء فى الدواء فهذا هو فهم الرضا بالقسمة والقضاء الذى يجعلك من أهل البشرى السعداء ولله درُّ الشاعر الحكيم الذى نظم فى بشريات الحديث شعراً رائعا جمع فأوعى فقال:
عن الـهادي أتانا لـه بشيرٌ عليه صَلِّ ما لاحَ الضياء مقالٌ قد حوى كلَّ العطايا فعمَّ الفرح أرضاً والسماء إِذا ما المرءُ كنَّ به خُماسٌ فذاك هو السعيد لـه الحَبَاء فصبرٌ عن محارم ذاتِ ربي ورضى الأمر ما قسم القضاء وأحسان الجوار ولو أساءوا وحبُّ الناس مفتاح العطاء فعبد قد رضى آمن وأسلم له فى المزح قلُّ لا إجتراء فمن جمع وأحسن ذا الحوايا ففى الدنيا هناه وفى اللقاء
كما قال شعراء آخرون فى بشريات إجتناب الحرام والكف عن الآثام :
وبي من حَصين الدين درعُ وِقايَة به أتَوَقّى من وقوع المآثم ولي من جميع الطيّبات بشارةٌ بقول كفوا عن ركوب المحارم وقال بعضهم ناصحاً إخوانه بثمرة ترك الحرام وقد تولى العمر وفات فقال: جد في الجد قد تولى العمر فما التفريط وقد تدانى الخطر تب فعسى لقد جاء الخبر دع الحرام تكف كل الأمر
البشرى الحادية عشر استغفار النبى والملأ الأعلى للمؤمنين
وقد رأينا فيما سبق من بشارة عظم رحمة الله تعالى بعباده، فما أن يعودوا إليه ويستغفروه حتى يغفر لهم ما قد سلف أما فى هذه البشرى الثانية فتكاد الأنفس تزهق من الشكر لمولاها على مدى سعة الفضل الإلهى المتنزل الذى لا مثيل له فالله تعالى شمل بعطفه ورحمته ومغفرته حتى من نسى منهم أن يستغفر أو لم يفعل كما أمر الله فإذا لم يستغفر المرء يقول الله سبحانه وتعالى لحضرة النبى{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}الله الله الله على هذه البشرى وسعة فضل الله وتحنُّنه على عباده أتباع رسول الله يأمر الله النبى أن يستغفر لنا وليس هذا فحسب بل تزداد البشرى ويعظم الفضل فيأمر الله تعالى عالم الملائكة بأنواعهم وأصنافهم أنَّ عبادته التى يطلبها منهم أن يستغفرون لنا يأمر الملائكة أن تستغفر لنا من أرقى الأنواع حملة العرش يأمرهم{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}ماذا يقولون؟{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} فالنبى يستغفر لنا أجمعين من استغفر ومن نسى أن يستغفر والملائكة الكرام البررة تستغفر لنا ولا حد لفضل الله ولا منتهى ولا مزيد على كرم الله إلا المزيد من كرمه وعطفه ولطفه فالحمد الله على فضله والشكر له على ما أولانا أياه وساق لنا فى كتابه الكريم أو على يد ولسان الحبيب قال الرجل الصالح :
وفى الذكر أُمِرَت ملائك ربى استغفروا رفعت عنا الوبيلا ربنا وَسعت كل شيىء رحمة ياغفار قد أقلت الذليلا ومن الحلم منك وَاللطف بخلقك قد بعثت لهم محمداً رسولا وأمرته أن استغفر لذنبك بالمؤمنين كان رؤوفا رحيما
البشرى الثانية عشر استغفار المؤمنين للمؤمنين على مرِّ السنين
وهنا بشرى العجب وليس بعد ذلك لأحد طلب إن الله يغفر لعباده إن استغفروه ورسوله يستغفر لهم فيقبل الله استغفاره ويغفر لهم ما أذنبوه وتعبَّد الله ملائكته بأن يستغفروا للمؤمنين فيقبل الله استغفارهم لهم ويقيلهم مما اقترفوا وارتكبوه فهل بعذ ذلك فضل؟أو وراء ذلك ما لم نعرف بعد؟نعم يا إخوانى مازالت الأفضال تترى والبشريات تتوالى ألم تسمعوا قول ربِّ العزة للأتقياء والصلحاء من المؤمنين أن استغفروا للخطائين والمذنبين ألم يقل الله{قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ}ما هذه البشرى العجيبة يا إخوانى؟كيف ذلك؟هل فهمنا ما هى البشرى؟ أم نحن نمر على الآيات الشريفة مرور الكرام ولانعى ما يريد أن يخبرنا به الملك العلام؟ سأسألكم سؤالاً: أتعرفون لماذا يقول الإمام فى الدعاء فى نهاية الخطبة الثانية للجمعة{اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ إنَّك قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ} اسمعوا السر من سيد الرسل والسادات حيث يقول فى أحاديث عديدة{مَنْ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ الله لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً}[3]{مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْـمُؤْمِنِـينَ وَالـمُؤْمِنَاتِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً كانَ مِنَ الَّذِينَ يُسْتَـجَابُ لَهُمْ وَيُرْزَقُ بِهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ}[4]كل هذا العطاء والفضل والمنة والرزق لأنك استغفرت للمؤمنين والمؤمنات فهل سمعتم بشرى مثل هذه؟ هل رأيتم فضلاً أوسع من هذا الفضل؟بل ويؤكد هذا العطاء أنه بعددهم من لدن آدم إلى يوم القيامة الله أكبر على الفضل الذى لا منتهى له ولا مثيل قال عليه افضل الصلاة وأتم التسليم {من استغفر للمؤمنين والمؤمنات ردَّ الله عليه عن كل مؤمن مضى من أول الدهر أو هو كائن إلى يوم القيامة}[5] وقد قال الشاعر الحكيم جامعا الإشارة للآية وللحديث معاً:
ما ضرَّ مُسْتَغْفِرٌ فِى اليَوْم سَبْعِينَ فَمَا عطا مَنْ جازوا الحلَّ والحينا منح إلإلهُ الأْجْرَ منه هديةُ أعداد من أسلفوا واللاحقينا أهْدَى الحبيب بُشْـرَاه لنَّـا مِـنَّةً بدعائنا لمن أسـلموا وللمؤمنينا فإن دَعْوتَ حُبيتَ وفى العَطَا وِسْعَةٌ تَنَالُ بقول ورا الإمام آمِينا وفى آى "لايرجون" أمْرٌ رَحْمَةً بحق مَنْ نسوا الأيَامَ تعيينا وصلِّ مولاى على الحبيب محمد ما كـان ويكون بدءاً وتكوينا
فأين تبلغ بشراك إذا أمنت وراء الإمام فى دعاء الجمعة للمؤمنين والمؤمنات وكم تحصل فى كل الجمع طوال سنين عمرك وأنت تؤمن وتدعو للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات هل يمكن لأحد أن يحسب ذلك؟ كم لنا فى تلك التأمينات من حسنات؟ مقابل جميع المؤمنين والمؤمنات من لدن آدم ليوم الميقات ولا يعلم عددهم إلا خالق الأرض والسموات ما هذا الفضل وما هذا الكرم! وما هذا الجود الإلهى؟ وما مدى تلك العطايا والإتحافات
البشرى الثالثة عشر توبوا تبدل سيئاتكم حسنات
ولا منتهى لفضل الله ولا رادَّ لقوله يفعل مايشاء ولا حدّ لكرمه ففوق كل الكرم الذى شهدنا والفضل المتوالى الذى ولانا به مولانا يقول الله لملائكته.لو أذنب عبدى ثم ندم وتاب وأصلح فضعوا له مكان كل ذنب حسنة{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}ولذا قال النبى فى حديث شريف منيف{ لِيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ لَوْ أَكْثَرُوا مِنَ السَّيئَاتِ الَّذِينَ بَدَّلَ اللَّهُ سَيئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }[6] ومن هنا نظم الرجل الصالح فقال :
هتَكَ العاصون بالذنوب حِمَا هم سوَّدوا الوجوه والصفحات جاءَ نَصُّ الحساب عليها عسيــراً عدا من هٌدُوا قبل فَوَاتِ بالذُّل جاءوا ربهم بفعَـالٍ صدق خيرٍ وصالحـاتِ فتمنَّى القوم لو أكثروا لـمْــمَا بَدَلَ الله سَيّئاتِهم حَسَناتِ قلتُ ياربنا كم أفضت عليــنا من آى بشرِ نيِّراتِ بها الخيرُ آت لنا وَعَنْــنَا الشَّرُ زالَ والنعيمُ مُواتِ فلو بقى نفسٌ فى العمر إلــلا آىُ القران أتت بنجاتى فكيف نفي بالشكر حقاً علـيــنا عمَّنا حياةً وبعد مماتى
رحمة الله يا إخوانى بنا لا تُعد ولا تُحدّ ولو علمنا على قدرنا سعة رحمة الله بنا ما إلتفتنا عن وجهه وعن ذكره وعن شكره وعن طاعته طرفة عين ولا أقل فلم يقل إن الله يحب العابدين أمثالنا أوالمصلين أو الصائمين أو القائمين أو التاليين ولكنه يُنبئ لنا عن رحمته فيقول{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}علم ضعفنا وعلم جهلنا وعلم أن النفس تتقلب علينا ففتح لنا أبواب التوبة بلا حدود حتى إذا أخطأنا أو سهونا أوجهلنا أو نسينا نرفع أكفّ الضراعة ونقول يا رب فإذا تبنا قال : وأنا قبلت إذا تبت يقول تعالى للملائكة:يا عبادى إفتحوا أبواب السماوات لقبول توبته ولدخول أنفاس حضرته فلنفس العبد التائب يا ملائكتى أعزّ عندى من السماوات والأراضين وما فيهن نعم يا أخى أنظر إلى رحمة الله وإلى شفقة الله قارون آتاه الله مالاً يعجز الجمع الكثير عن حمل مفاتيح خزائنه حتى رأى انه هو وحده الذى يستحق الوجاهة فى بنى إسرائيل ولم يرى منافساً له فى الوجاهة بين بنى إسرائيل إلاّ نبى الله موسى فضاق ذرعاً بذلك فأراد أن يُسقط مكانته بين بنى إسرائيل فى زعمه لينفرد بالجاه فانتظر حتى جاء عيد لبنى إسرائيل وإتفق مع إمرأة بغّى أن يعطيها مالاً كثيراً على أن تتهم موسى بالفاحشة على الملأ من بنى إسرائيل عند إجتماعهم للعيد فجاءت المرأة وقد تجمّع الناس جميعاً وجلس قارون على كرسىّ من ذهب وله تاج من جواهر ينتظر إتمام خطته لكن الله غيّر قلب هذه المرأة فقالت فى نفسها : إنكِ لم تفعلى خيراً قط فقولى اليوم الحق لعلّ الله يغفر لك فلما قدّمها قارون وقال إنها تزعم أن موسى فعل معها كذا وكذا قالت المرأة: لا أنت الذى أمرتنى بقول ذلك على مبلغ كذا من المال فغضب موسى وقال: يارب أيوصف عبدك ونبيك بالزنى واخذ يُلحّ على الله حتى قال له مولاه: مُر الأرض بما شئت فهى طوع أمرك فقال موسى للأرض يا أرض خذيه وأشار إلى قارون فانشقت الأرض وهمّت أن تبتلعه فقال قارون : تبت يا إبن الخالة فلما سمعت الأرض كلمة تُبتُ إلتأمت مرةً أخرى فكرر موسى قوله وكررت الأرض فعلها وكرر قارون استنجاده بموسى فتكرر الأرض إلتئامها عند قول تبت سبعين مرة يتكرر الأمر وبعد السبعين إنشقت الأرض وإبتلعته فعاتب الرحمن الرحيم موسى وقال : يا موسى يستغيث بك سبعين مرة فلا تغثه وعزّتى وجلالى لو إستغاث بى مرةً واحدةً لأغثته يا إخوانى إنَّ الله تعالى سمّى نفسه من أجلكم الرحمن الرحيم ولم يقل لك قل : باسم الجبار أو المنتقم أو القهار لكن قل : بسم الله الرحمن الرحيم هل وعينا الدرس وتنسمنا نسيم البشرى قال الرجل الصالح أبو مسلم العمانى فى قصيدة خماسية طويلة جداً مناجاة رائعة أخذنا منها تلك الأبيات ....:
أصبحت والذنب عظيماً موبقاً أوقعني في أسر اشراك الشقا إن لم يكن لي سيدي موفقاً ولم يكن لتوبتي محققا فأين منجاتي كلا لا وزر أصبحت عبداً في مقام الذلـه قضيت عمري باطلاً وضلـه أبارز اللّه بقبح الخلـه انتهك الزلة بعد الزلـه كأنني أمنت خزياً منتظر أصبحت عبداً بذنوبي معتقلّ قد غرني الجهل وأرداني الأمل يا ويلتاه قد دنا مني الأجل ولم أقدم صالحاً من العمل أجاهر النعمة مني بالبطر تلك صفاتي بئس وصف المتصف عن كل ما يرضي الـهي منحرف أواه أواه عبيد مقترف مصرح عما جنيت معترف لا أرعوي لحكمة ومزدجر
وقال أحد الصالحين فى تلك المعانى العالية لتبديل السيئات بالحسنات وقبول الله للعباد على خطاياهم وسوء فعالهم:
تجل بغفار عفو وتواب وبالفضل أكرمنا بخير متاب فأنت كريم واسع الجود والعطا تبدل بالحسنى إساءة مرتاب خطاياي لا تحصى وعفوك شامل وما هي يا مولاي في عفو وهاب إذا ما ملأت الأرض ظلما وبدعة فإنك تبدلـها بخير ثواب بجانب عفو اللـه كل كبائري تبدل بالحسنى بغير عتاب أنا طامع في العفو والظلم شيمتي وعفوك مرجو بنص كتاب أنلني حبا منك يمحو كبائري وإن لم تهب لي الحب طال عذابي وفي محكم القران آي صريحة (فإني قريب) حجة الأحباب
[1] رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان والحسن لم يسمع من أبي هريرة ورواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما من حديث واثلة عن أبي هريرة الترغيب والترهيب [2] وروى ابن ماجه عن ثوبان قال ورواته ثقات [3] حاشية الجمل وكثير غيرها [4] الأول رواه الطبرانى وإسناده جيد والثانى للطبراني في الكبير عن أبـي الدرداء الفتح الكبير [5] حديث آدم فى أمالي (ابن بشران)عن أنس والثانى فى تخريج أحاديث الإحياء العراقي عن أنس أيضاً [6] رواه الحاكم فى مستدركه ورمز لصحته وصححه السيوطى كذا رواه الديلمى والثعلبى والقشيرى عن أبى هريرة
يتبــــــــــــــع إن شـــــــــــاء الله [/center] | |
|
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهي في (الأخلاق) السبت فبراير 18, 2012 10:45 pm | |
|
[center]
البشرى الرابعة عشر بشرى حسبنا الله والحول بالله
ويتوالى الفضل وسحب التأييد والبشرى والعون فكم من مؤمن أراد به جبار بطشاً أو خاف قهراً من ذى قوة أو حول وطول وقرح زناد الفكر فلم يجد له منقذا وهو فى هذا الضيق واقعٌ ولكنه ينسى أن بشرى الفرج بين يدية فى كلمات بشَّر بها الله تعالى وحبيبه كل من خاف بطش جبارٍ ولـو كانوا أولى قوة وأولى بأس شديد فعليه بالامتثال لقول الحميد المجيد فى بشرى كتابه الكريم إذ يقـول{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}فما عليه إلا أن يقول{حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}موقناً بها قلبه ومتحققا بنصر ربه وقد قال يطمئن كل مؤمن إلى نصر الله بهذه الكلمات القليلة العدد{لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من الضر(وفى رواية من الداء وفى أخرى من الشر)أدناها الهم } فلو واظب الإنسان على قولها والتخلق بحقيقتها يدفع الله عنه ذلك ولذلك عندما قال له ابن عمه وزوج ابنته الإمام علي: يا رسول الله دلني على شئ أستمسك به قال له ولنا ولكل أهل الإيمان إلى يوم الإيقان{ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله }فهى كنز من كنوز الجنة فمن استمسك بها فتحت له كنوز الجنة من العون والفضل والمنحة والمنة فلا يقدر عليه أحد ولا يبلغ ضره أحد ولله در الولى الحكيم أبى مسلم العمانى شارحاَ ذلك الفضل ومبيناً ما يبلغ الأمر بمن يستغيث بحول الله وطوله وقوته من قصيدة طويلة أخترنا من أبياتها:
اللّه بسم اللّه أمنك إنني يا مؤمن المذعور منك على وجل اللّه بسم اللّه يا متكبر فلتمحق المتكبرين على عجل اللّه بسم اللّه يا قهار خذ خصمي العنيد فأنت تعلم ما فعل اللّه بسم اللّه حسبي أن علــمك يا رقيب بسوء حالي لم يحل اللّه بسم اللّه كاشف سوء مضــطر دعاه مجيب دعوة من سأل اللّه بسم اللّه دافع كل ضــر يا حكيم ادفع بحكمتك العلل اللّه بسم اللّه كن لي في أموري يا وكيل ويا حسيب من اتكل اللّه بسم اللّه يا صمد اكفني الــعسرى وصن وجهي بيسر منهمل اللّه بسم اللّه حل شدائدي يا قادر امحقها فقد ضاق الكبل اللّه بسم اللّه حسبي فاطر الـأشياء في سلطانه كنف وظل اللّه بسم اللّه يا ذا العزة انــظرنا وأوجب في أعادينا الفشل اللّه بسم اللّه يا ذا البطش أخــزهم ببطشك في أعاديك الأول
وقال أحد الحكماء رضى الله عنهم فى أبيات رائعة:
ويا مالكَ الأملاكِ لا حولَ عندنَا ولا قُوَّةً إلاّ بقُدْرَتِكَ العظمَى سَلامٌ فسَلْمنَا منَ السُّوءِ كلّهِ بقَوْل لاحَوْلَ كَنْزٌ هُوَ الأغْلَى تُفِيضُ لنَا بِهِ مِنْ فَيْضِ حَسْبِكَ قُوَّةً فيهلِكُ أعْدَانَا ويَقِينَا حمىً الموْلَى فَلاَ نَخْتَشِي الأسوَا وأنتَ مُهَيْمِنٌ علَيْنَا عَزيزٌ لَمْ يُسَمْ حِزْبُهُ هضمَا لكَ الطِّولُ يَا جَبَّارُ فاجْبُرْ قُلُوبَنَا فقدْ صُدِعَتْ بالـهمِّ وانفعَلَتْ غما وَحَسْبُنَا قَولُ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ تدفعُ من الشرٍّ مائة الهَمَّ فَمَا أعْلَى
البشرى الخامسة عشر قوة الصابرين من عند ربِّ العالمين
وهذه البشرى يا إخوانى بشرى يحتاجها كل المسلمون وبالذات هذه الأيام التى تكالبت فيها قوى الشر على الإسلام وأهله وهى البشرى العظيمة التى قال فيها الله{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ}قال عشرون صابرون وليس آكلون وقد كان سيدنا على يضرب بسيفين فى الحرب باليمين وباليسار وكان مع قلة الأكل قويا قوة من عند القوى فقد ورد أنه كان عندما يمسك معصم رجل يمنع تنفسه ومرة رفع باب حصن وتدرع به فجاء بعد المعركة ثلاثون رجلاً فما استطاعوا أن يحركوا الباب ليعيدوه وكانوا يؤمرون ألا يفرَّ واحدُ من عشرة أمامه أما نحن جمعياً فنقول: القوة من القوت وهذا هو الظاهر ولكن البشرى الباطنة فى الآية هى أن القوت من المقيت والقوة من القوى فمن استمد البشرى من القوى فهو بعشرة ولو لم يكن قويا كما أشار الله فالمؤمن الصابر لا يضعف عن أن يساوى إثنين ممن سواه فيا هنا من أدرك البشرى فهل هذا يخاف أو يجبن؟ حاشا لله أن يضعف من قوَّاه وحاشا لله أن يذلَّ من هو فى حماه فافرحوا بالبشرى وادخلوا فى حمى الله وتقووا بالله وبقوة الله تنصروا على من استقوى بغيرالله وأبين لكم المزيد نحن نأكل اللحوم من أجل القوة فأين القوة بيننا مقارنة بمن سبقونا؟ وماذا أكل آبائنا؟وكيف كانت قوتهم بالنسبة لطعامهم؟فنحن الآن نأكل الكثيروكان آباؤنا وأجدادنا يأكلون الفتات ومع ذلك كانوا فى منتهى القوة والثبات وكنت أعرف محفظاً كفيفا ًللقرآن كان يمسك السيارة من الخلف ثم تدور فلا تستطيع أن تنطلق فالقوة من القوى أما الآن فنحن نأكل ونأخذ مع الأكل أدوية وعقاقير للقوة ومع ذلك لا نقوى على شئ وذلك لأننا لجأنا بالكلية إلى الأسباب ودخلنا فى هذا الحجاب فعاملنا الله من هذا الباب وأغلق أمامنا كنوز حضرة الوهاب وأولها كنوز القوى الصبور فقوة الصبر من حضرة الصبور ولكي تنالها لابد أن تتصل بحبل الإيمان والنور فيمددك القوى بقوته ويلبسك الصبور حلته ويسبل عليك سرَّ رعايته فيظهر عليك نور اسمه الصبور ويحتار فيك أهل القوى والشرور ولذا قال كاشفاً سرَّ الصبر ومبشراً أهله بسعة الأرزاق فى جميع الآفاق بل وموسعاً بشراه لأهل التصبَّر فياهنانا ببشراه{وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وَمَا أُعْطِيَ أحَدٌ شَيْئَاً هُوَ خَيْرٌ وأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ} فلا يقولنَّ أحدٌ بعد اليوم إن صبرى قليلٌ أو صدرى ضيق لأن من تصبَّر كافأه الله فصبَّره وجعله صابراً فلو تصبَّرت ساعة لصبَّرك الله دهراً فاعزم وتحرَّك وأرِ الله من نفسك خيراً يفتح لك باب الرزق الأوسع الواسع من بحر الصبر الشاسع فيا هنا من أبحر فيه وسافر وعلى الله توَّكل وبمولاه لاذ وصابر قال الإمام على :
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما فَقَدْ أَيْسَرْتَ في الزَّمَنِ الطَّوْيِل ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل وإِنَّ العُسْرَ يتبعه يَسارٌ وقولُ اللِه أَصْدَقُ كُلِّ قِيلِ
دواخترت لكم أبيات قلة ولكنها رائعة فى الصبر والتصبِّر قال محمد بن بشر:
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها فالصبر يفتح منها كل ما رتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبه إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
وقال أحد الكرام رضى الله عنهم على الدوام:
ما أحسن الصبر في مواطنه فإن عزَّ فالتصبُّر أصلٌ ما له ثمنُ ما رُزِقَ أحدٌ خيراً منهما حسنا عواقب الصبر جلَّت ما لـها ثمن
وقال الشاعر الآخر مشجعاً على الصبر:
إذا كنت في ضرٌ ولم تر حيلة فصبرٌ أو تصبُّر مدركُ الأمر كذاك عيون الماء تكدر مرّة وتصفو مراراً فهى عادة الدهر وحبيبنا الهادى أنبأ حكمةً ألا عطا أبداً أوسع من الصبر وقد أمر فى المنقول آل ياسر صبراً جميلاً فهو مربط النصر
وقال آخر قولاً يعده البعض من أجمل ما نظم فى الصبر:
وإذا مسَّك الزمان بضرٍّ عظمت دونه الخطوب وجلت وأتت بعده نوائب أخرى سئمت نفسك الحياة وملَّت فاصطبر وانتظر بلوغ الأماني فالرزايا إذا توالت تولَّت وإذا أوهنت قواك وجلت كشفت عنك جملة وتخلَّت
وما قيل فى الصبر والتصبر أكثر من أن يحصى وفيما سبق عبرة كافية.
البشرى السادسة عشر بشريات أسرار وأنوار الدعاء
وهنا تأتى بشرى كلِّ لحظة من لحظات حياة المؤمن حتى يلقى الله ألا وهى بشرى الدعاء فالمسلم أمام تصاريف القضاء والقدر فى كل وقت يقف مفكِّراً وكثيراً يقف متحيِّراً فيتلقَّاه بهذه الهدية التى كلها أملٌ وفتحٌ وفرج فيبشِّره بعبارة كلها أسرارٌ وأنوار فيقول{لاَ يَرُدُّ القَدَرِ إلاَّ الدُّعَاءُ }وفى رواية{لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إلاَّ الدُّعَاءُ} فلكى يحظى المؤمن بالبشرى الباطنة فى تلك الكلمات العظيمة فلابد أن يلزم باب التقوى ويرضى عن مولاه بما قسم له فى دنياه من حال حسن يرضاه فى وجوده أو أخراه أو بأن يدفع الشر عن نفسه وما ومن ولاه عليه الله إن كان فى دنياه أو دينه وأخراه بالمشى فى الأسباب بشرع كتاب الله وسنة حبيبه ومصطفاه ثم يلزم باب الدعاء بما ورد من كتاب الله عن أنبيائه ورسله أو أوليائه وأحبابه مما ذكر الله أو أورده حبيبه ومصطفاه من الأدعية التي أمر بها الأصحاب وسنَّها للأحباب أو يدعو بما فتح به الله عليه فكلها مجابة بشرط صدق الإضطرار إلى جناب الله ونفض اليد من سواه{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}وللإمام الشوكانى يقول :
لا أَتْركُ الإلْحاحا مَسائِيَ والصَّباحا وأَوْضَحَ النّهارِ وظُلْمَةَ الأسْحارِ حَتَّى أَرَى الإجابَه تأتي بلا اسْتِرابَهْ أَرْجوكَ يا رَبَّ السَّما بأنْ تُجيبَ كُلَّ ما أَدْعو بِهِ مِنْ حَاجَهْ طالَتْ بِها اللّجاجهْ وَمَا أَرَى لِي مَنْهَجاً إِليْكَ إلاّ بالرَّجا ولَمْ يكُنْ لي عَمْلٌ يُرْجَى بِهِ الْتّوَسُّلُ فإِنَّني مُخَلِّطُ مُقَصِّرٌ مُفَرِّطُ
ولأبى العتاهية من أرجوزة خماسية له بلغت أربعة ألاف بيت :
أدعوك يا ربي بما دعوت به وكل ما تحب أن تسأل به وكل ما تجيب من دعاك به معتقداً لكل ما أمرت به ذخيرتي أنت ونعم المدخـــر ملأت قلبي منك خوفاً ورجا جعلت حسن الظن فيك معرجا فاجعل لنا من كل أمر مخرجا وحاجتي ربي النجا فيمن نجا وأنت يا رب عليها مقتـــدر
وقال القائل الحكيم فيمن استهون فعل الدعاء أو أثر الرجاء وهذا القول لكل من انتقص من شأن الدعاء سواءاً كان ذلك تقليلاً لشأنه أو استبطاءاً لأثره فقال:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وماتدري بما صنع الدعاء سهام الليل نافذة ولكن لـها أمد وللأمد انقضاء فيمسكها إذا ما شاء ربي ويرسلـها إذا نفذ القضاء
وللدعاء يا إخوانى أسرار جمة وبشريات لا تعد ولا تحصى ولوجلسنا نفصِّل بشريات الدعاء ما انتهينا لأن الله ما ترك داءاَ إلا وأنزله بأحد من الرسل أو الأنبياء ثمَّ بيَّن لنا فيه النموذج القرآني الذى اتبعه النبى فحصل له الشفاء ففى كل قصة من قصص الأنبياء بشرى من بشريات الدعاء وسأسوق لكم بعض الأمثلة فقط للدلالة على بشريات الدعاء من أدعية الرسل والأنبياء وفى هذا كفاية للعقلاء وسأختار نموذجين من النماذج التى تحدث لكثير منا وقد تظلم الدنيا فى أعينهم ويظنون بالله الظنونَ وفرج الله وبشراه أقربُ مما يظنون فإذا كان أحدنا مغاضباً استولى عليه الإحباط وأصيب ببعض قنوط أو يأس أو ضيق فى الصدر أو شك فى النفس فعليه بهذا الدعاء يكرره بصدق كما جاء فى قرآنه{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}وقد قال الشاعر المعروف أسامه الشيرازى فى ذلك:
إذا ما عَرا مالا أَطيقُ دفاعَهُ وأرْمَضَني الفكرُ المُسَهِّدُ والـهَمُّ دعوتُ الذي ناداهُ موسى لدفعِ ما يحاذِرُ من فِرعونَ فانفرَقَ اليَمُّ وناديتُ مَن ناداه ذو النُّونِ واثِقاً به في ظلامِ البَحرِ فانكشَفَ الغَمُّ
وقال الحكيم فى سر الكنز الذى يذهب مع المؤمن حيث ذهب ولا يستطيع أحد أن يسرقه وكلما أنفقت منه ربا وزاد وعليك بالخير عاد ألا وهو الدعاء:
وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ وَيربو أَن بِهِ ربَّا وثقتا فادع ُالله فى الظلمات وأجأر وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا وَنادِ إِذا سَجَدتَ لَهُ اِعتِرافا بِما ناداهُ ذو النونِ بنُ مَتّى وَلازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
ونموذج آخر من بشريات الدعاء وبشرى عظيمة من بشريات استجابة الرجاء فإذا كان الرجل محروماً من نعمة الولد فالكل يعرف الطريق بالذهاب لطبيب وبذل البعيد والقريب ولكن الناس تنسى الإخلاص فى الدعاء والإلحاح مع الرجاء وتعتقد أن الطبيب لديه الشفاء والطبيب لديه الدواء أما الشفاء فمن خلق الأرض والسماء وجعل الشفاء فى أشياء وهدى إليها الأطباء وأعمى عنها من شاء فعلينا مع الذهاب للأطباء وأخذ الدواء أن ندعو بدعوة أبى يحي زكريا فيستجيب الله للدعاء مع الدواء وإخلاص الرجاء ويهب من الأبناء ما يشاء لمن يشاء حيث قال فى كتاب الشفاء{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
طالَعُ السَّعدِ بِالمَيَامِنِ حَيا وَاضِح البِشرِ مُستَنير المُحيَا حِينَ قَالَتْ لَدَى الوِلادَة يَا بُشرَايَ هَذا غُلامٌ قلنَا رَضِيا فَجَرى الفَالُ بِابنِ يَعقُوبَ بَدءاً وَتَنَاهَى بِابنِ النَّبِي زَكَرِيَّا ذَاكَ رجاء كلِّ مُؤمِنٍ مَقْطُوعٍ إذاَ مَا قَالَ رَبّ هَبْ لِي وَليَّا يَا أبَا يحيى بشراك فُز بولدٍ لَمْ تَكُنْ بِالدُّعَاءِ فِيهِ شَقيَّا ومن يقدر أن يمنع فضل ربى وَوَهَبنَا لَهُ غُلاماً زكِيا
وقال أحد الحكماء فى أسرار وأنوار وبشريات الدعاء:
لي تنزل بقابل التوب معط أقبلن بي إليك طال صدودي واجهني بوجه رب غفور أكرمني بالفضل لا بالجهود أسعدني بما تحب أقمني في شهود الأنوار سر الوجود مذنب فاقبلن إلهي متابي وارض عني لأدخلن في العبيد
[1] للطبراني في الأوسط عن جابر، ابن عساكر عن ابن عباس [2] أخرجه البخاري ومسلم عن أبى ذر وعن عن عبد الله بن قيس وفيها روايات عديدة بطرق مختلفة [3] عن أبى سعيد، سنن الترمذي، قال أبو عِيسَى : وفي البابِ عن أَنَسٍ هذا حديث حسن صحيح [4] حديث القدر رواه الحاكمُ في المستدرك وابنُ حِبَّانَ في صحيحه ورواية القضاء أخرجها ابن المبارك في رقائقه والكل عن ثوبان
يتبـــــــــــع إن شـــــــــــاء الله [/center] | |
|
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهي في (الأخلاق) الأحد فبراير 19, 2012 11:11 pm | |
| | |
|
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهي في (الأخلاق) الأحد فبراير 19, 2012 11:28 pm | |
|
البشرى السابعة عشر بشرى التوفيق هذه البشرى هى بشرى تثلج القلوب وتريح النفوس ودعونى أسألكم: لماذا اتَّبع الناس منذ عهد الحبيب الصالحين ؟ ذلك لأنهم حكماء فى كل أمورهم من قول وفعل وحال ومشورة والحكمة فضل من الله يمُن بها على من يشاء من عباده بفضله وجوده ورحمته ولذلك نجد الحكماء يُلخِّصون لنا الكثير من المعانى والقول فى القليل من اللفظ أو فى قليل من العمل أو الحال مما يَعْظم به الأجر ويُرفع به شأن العبد عند ربه بهذا القليل الذى قدَّمه لمولاه والسر فى بشرى التوفيق قال حبيبى وقرة عينى{قَلِيلُ التَّوْفِيقِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَقْلِ}[1] ولكى نفهم سر هذه البشرى أقول لكم ياهناء وسعد من رزق التوفيق فربما يُحصِّل المرء أمثال الجبال من العقل أى العلم لكنه لا يُوفَق للعمل ببعضها فلا ينال فى الدنيا ما يرجوه ولا فى الآخرة ما يتمناه عند مولاه جل فى علاه وربما يُحصِّل المرء حكمة واحدة ويوفقه الموفق للعمل بها فينال بسببها بركات الدنيا وسعادة الآخرة والمقام العظيم الذى يهواه ويتمناه فؤاده عند مولاه ولذلك اتبع الناس الصالحين والحكماء الربانيين من أجل هذا المراد فقد اختصر الله لهم الكلام اختصاراً واختصر لهم الفعال واختصر لهم الأحوال اقتداءاً بسيدنا رسول الله سيد أهل الكمال حيث قال{أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ وخَواتِمَهُ واخْتُصِرَ لي اخْتِصَاراً}[2] ودليل آخر لأهل اليقين الذين يريد الله لهم الرسوخ والتمكين لهم فى المقام الأمين وهو "التوفيـــق" أن يرزقهم الله ويجعل حظهم بين أهل عنايته التوفيق وذاك قليل حتى للكُمَّل من أهل الطريق فإن أهل مقام التوفيق فى كل زمان ومكان قلَّ ونُدْرٌ لأن الله لم يذكر التوفيق إلا مرة واحدة فى كتابه وعلى لسان نبى من أحبابه{وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}فالتوفيق بالله فالعبد الذى فنى عن نفسه وأحياه به ربه فدخل فى قول الله{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ}فتولاه مولاه فأصبح هو الذى يحرِّكه ويُسَكنه وهو الذى ينطق على لسانه ويحرك أعضاءه ويده وبنانه وهو الذى يتولاه فى كل شئونه فيوفقه الله فى كل الأمور فإذا نظر فى الحاضرين معه أو حدثهم اسمع ماذا يقول فيه الحبيب{احذَرُوا فِرَاسَةَ الـمؤمِنِ فـإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله وَيَنْطِقُ بِتَوْفِـيقِ الله}[3]فينطق بالكلام الذى يصادف ما فى القلوب فيقول بعض من فى المجلس كأن المتحدث عرف ما فى نفسى فهو عبدٌ موفقٌ تولاه الله بتوفيقه فى نطقه ونظره وإشارته ومشورته والله تعالى يكرمه بهذا وأكثر تأييداً له منه وولاية له منه ورعاية له منه جلَّ فى علاه فمن حظى بنور تلك البشرى وبركاتها وأسرارها يصير فى مقام التوفيق فلا يقطع أمراً إلا ويوفقه الموفق ولا يُصدر قولاً إلا وفيه الصلاح والنجاح والفلاح ولا يُستشار فيشير إلا ويشير بما فيه النفع فى الدنيا والآخرة لأن الله تولاه بتوفيقه وذلك أعلى التأييد من الحميد المجيد لمن اصطفاهم الله وهداهم فى هذه الحياة، ولذلك عندما ارتقى نفر من أصحاب رسول الله إلى هذا المقام قال فيهم{حُكَمَاء عُلَمَاءُ كادُوا مِنْ فِقْهِهِمْ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِـيَاء}[4]ولبهاء الدين الرواس قصيدة من شعر الرجز يقول فيها فى بيان التوفيق من الله فى الفعل وإجابة الدعاء وإصابة الأفعال أسماها: واللـه لولا اللـه ما اهتدينا : واللـه لولا اللـه ما اهتدينا ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا فأنزلن سكينةً علينا وثبِّت الأقدام إن لاقينا يا ربَّنا يا واهب العناية يا رازق التوفيق مع العناية من برِّك التوفيق والـهدايه فأوصلن منك الـهدى إلينا إجابة الدعاء يا ستار شأنك للداعين يا غفار بذا أتي الآيات والأخبار ونحن عن محمَّدٍ روينا يا ربنا ندعوك بالقرآن وبالنبي الطاهر العدنان عمِّر لنا القلوب بالإيمان حتى نقرَّ بالقبول عينا والأمثلة لا تنتهى فى بشريات التوفيق فى الدعاء وتحقيق الآمال وإجابة الرجاء من خالق الأرض والسماء ومن أكرم وفق للدعاء فلا يحتاج إلى مزيد العناء قيل: وقد صح أن اللَه في كل ليلةٍ إذا ما بقي ثلث من اللَيل ينزل إلى ذي السما الدنيا ينادي عباده إلى أن يكون الفجر في الأفق يشعلّ يناديهم هل تائب من ذنوبه فاني لغفار لـها متقبل وهل منكم داعٍ وهل سائل لنا فاني أجيب السائلين وأجزل وقد فطر اللَه العظيم عباده على أنه من فوقهم فلـهم سلوا لـهذا تراهم يرفعون أكفهم إذا اجتهدوا عند الدعاء ويفعلوا أقروا بهذا الاعتقاد جبلـه ودانوا به ما لم يصدوا ويخذلوا على ذا مضى الـهادي النبي وأتباعه خير القرون وأفضل البشرى الثامنة عشر بشرى الإخلاص أما هذه البشرى فبشرى السرِّ الذى به يصير لكل عمل شأن وقدر مهما صغر فى عين صاحبه! ولكنه بهذا السر يعظم عند الله شأنه وقدره إنه الإخلاص تحتاج القلوب للإصلاح وإصلاح القلوب هو أول جهاد يجاهد فيه العبد والتوفيق الذى ذكرنا من الله لهذا العبد إذا كان محبوباً أن يوفقه لأول خطوة فى الطريق فيصلح قلبه وعندها يصير عمله خالصاً لوجهه الكريم ويصبح من أصحاب البشرى وهى التى زود بها رسول الله سيدنا معاذ بن جبل لما أرسله لليمن فقال له سيدنا معاذ: أوصنى يارسول الله فأجابه موصياً ومبشراً له ولنا على مرِّ الزمان{ أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ}[5]ويؤكد على أهمية الإخلاص ويبشر أصحابه بالفلاح والخلاص فيقول أيضاً{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلإيمَانِ}[6]ولذا أكثر العلماء من تكرارهم لحديث النبى والذى فيه المقياس لكل عبد أحبَّ أن يكون من الخواص أو أراد أن يرى أين هو بين الله والناس فقال{مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا إِلاَّ ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ}[7] فهؤلاء المخلصون أصحاب هذه البشرى العالية الراقية هم من القوم الذين عناهم الله تعالى وقال فيهم الله لحبيبه ومصطفاه{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} لا يريدون دنيا ولا خلقاً ولا رياءاً ولا سمعة ولا يريدون لا أجراً ولا جنَّة ولا ثواباً وإنما يريدون وجه الله أخلصوا قلوبهم ومقاصدهم فلا يبغون من العمل إلا رضاه جلَّ فى علاه، وهذه مرتبة عليا وهى التى إذا وقف الإنسان على عتبتها المقدسة يكفيه قليل العمل وعندها يمن الله عليه صاحب القلب المخلص ويشهده من فتح الله ومن عطاءات الله ومن إكرامات الله ما لا عدَّ له ولا حدَّ له ويدخل فى قول الله{لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ}{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}أى لهم زيادة عن النعيم المقيم فى جنَّة القرب والتكريم عند العزيز الحكيم فهذه البشرى يا إخوانى هى الأصل الأول الذى عليه المعول لمن أراد إصلاح أحواله فى دنياه ورفعة شأنه عند الله وأن يكون من أهل الدرجات العلى وأن يحظى بمقامات الفتح ثم الإخلاص فيه ومما قال الصالحون فى سر الإخلاص ننتقى شعراً للإمام الصنعانى يقول: فما سوى طاعته من مطلب فاحرص عليها فهي خير مكسب والأصل إخلاص الفتى للنية بقصده لوجه رب العزة فكل من أخلص في أعمالـه نال الذي يرجوه في مآلـه ينزل حقاً في جوار المصطفى وحسبنا اللّه بهذا وكفى صلى عليه اللّه كل ساعة ولا حرمنا الفوز بالشفاعة وآلـه وارض ما عشت على أصحابه ذوي التقى والنبلا ومن أجمل ما نظم فى فضل الإخلاص قول الإمام الشوكانى: وَمَنْ أَخْلَصَ الأَعْمالَ للـهِ لم يُبَلْ وإنْ أَرْعَدَ الأَعْدا عَلَيْهِ وأَبْرَقوا وَمَنْ كانَ مَطْوِيّاً على الْغِشِّ قَلْبُهُ يُراعُ لأَدْنَى ما يُقالُ وَيَفْرَقُ البشرى التاسعة عشر بشرى مودَّة قربى الحبيب كلنا ليس فى حاجة إلى من يذكره بحبِّ رسول الله وآل بيته الأطهار لأن هذا محفورٌ فى قلوبنا وواضح لنا وضوح الشمس ولكن البشرى التى أريد أن أتحفكم بها هنا أبدأها بسؤال؟ ثم تكون البشرى هى الجواب أما سؤالى لكم فهو : كيف يستطيع أحدنا أن يوفِّى رسول الله شيئاً من حقه علينا لما قام به نحونا ماذا نملك له لنثيبه على ما أدَّاه لنا أجمعين والجواب : لا شيىء ولا حتى ذرة نستطيع أن نوفيه حقه علينا فنحن لا نملك إلا الدعاء له والصلاة عليه وما هى إلا طلبات نطلبها من الله له فنقول : يارب إعطه كذا وصله بكذا عدد كذا وكذا فهل فعلنا شيئاً إلا السؤال وهذا الدعاء وتلك الصلاة يثيبنا الله عليها الأجر والفضل العظيم فنحن المستفيدون والله هو الفاعل فماذا أدينا نحن بأنفسنا نحوه؟هل وعينا السؤال؟ورأينا مأزق الإجابة وهنا تأتى البشرى التى يفتح لنا الله فيها باباً ندخل منه لنحاول أن نردَّ له قدراً ضئيلاً من أفضاله علينا نردُّه له فى قرابته وعترته لأن كلَّ مسلم يتخيل ويقول آهٍ لو كان حبيبى حيّاً اليوم لقمت له بكذا وكذا فيقول لنا الحق: أبشروا لا عليكم هاكم عترته وقرابته فأرونى حبكم له فى مودتكم لهم وحبكم إياهم تكونوا قدمتم شيئاً مما ترغبون للحبيب فيقول الله لنا فى تلك البشري على لسانه الشريف{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}فلكى يكونوا من أهل هذه البشرى عند الله الذين يريدون أن يظهروا حبهم لرسول الله فعليهم أن يحرصوا على محبة آل بيته الأطهار وعترته الأخيار فى كل البلاد والأمصار ومحبة كل من ينتسب إلى الحبيب أو يلوذ به وآله وأصحابه والصالحين المقتدين بهديه والمحبين له والعاشقين له وليحبونهم حبَّاً أعلى من حبِّهم لأهلهم وأبائهم فالقربى فى الآية كما أشار العلماء أهل العناية تعنى ذوى رحمه أو ذوى قرباه أى المقرَّبون من حضرته فتشمل ذوى القربى جسمانياً الصادقين فى اتباعهم لحضرته أو ذوى قرباه روحانياً ونورانياً وهؤلاء أعلى فى الرتبة والفضل أو ذوى قرباه روحانياً وجسمانياً وهؤلاء أهل الكمال ولذا قال معلماً الأمة {أَدبُوا أَوْلاَدَكُمْ عَلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ حُب نَبِيكُمْ وَحُب أَهْلِ بَيْتِهِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ}[8] ولبهاء الدين الرواس فى مودتهم وحبهم قصيدة تقول: أحباب قلبي والمحبَّةُ دينها يصيِّرُ مرَّ الوجد في أهلـه عذبا روينا لكم في محكم النصِّ آيةً تزيدُ المحبَّ المستهام بكم عجبا وهل سأل المختار أجراً على الـهدى لأُمَّته إلا المودَّة في القربى ألا يا مثير العيس ينحو واسطا ويقلق في تلوين انَّته الركبا إذا ما وصلت الحيُّ فاهدأ وخذ بها نقيلاً وخلِّ الخفَّ وانتعل الدربا البشرى العشرون بشرى فضل الإصلاح والتأليف بين الإخوان مع مدارة الخلق وهى من عيون البشريات التى لا يتنبه إليها الكثيرون من المسلمين إذ قال الحبيب المصطفى ليشجع المسلمين على حلِّ خلافاتهم ورأب صدع علاقاتهم{ليسَ بالكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بينَ الناسِ فقالَ خيراً أَوْ نَمَى خيراً}[9]{رَأسُ العَقْلِ بَعْدَ الإِيمانِ بالله مُدارَاةُ النَّاسِ وأهْلُ المَعْرُوف في الدَّنْيا أهْلُ المَعْرُوفِ في الآخِرَةِ}[10]فلكى ندخل للبشرى فلابد أن نفهم أنه من أول أسس السلوك لملك الملوك أن يحرص السالك فى جهاده لنفسه على أن يكون دائماً بلسماً شافياً لجراح إخوانه فيشفى الصدور من الأحقاد وينزع من النفوس الغلَّ لا يرتاح إذا وجد متخاصمين إلا إذا أصلحهما لا يسكن ليله أو نهاره إذا وجد خلافاً بين أخين إلا إذا ألَّف بينهما لماذا؟لأن رسالة المحبين التأليف بين قلوب المحبين وهذا يحتاج لكثير من العقل والحديث والمداراة والتفاهم والحرص على التأليف والتحبيب ونزع فتيل الأزمة باللسان والعقل الجميل واسمعوا لقوله تعالى فى كتابه الكريم{إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}وظيفة من هذه؟وظيفة رسول الله وورثته وأحبابه والماشين على نهجه والوظيفة المخالفة وظيفة من؟إبليس فهو يسعى للتلبيس بين الإخوان وللإيقاع بينهم وإلى إيجاد الشحناء فى نفوسهم وإيجاد البغضاء فى صدورهم فوظيفتنا التأليف بين قلوب المؤمنين والحرص على المودة بين السالكين فبشرانا هنا أنك تتوظف فى وظيفة الرسل والأنبياء و تتشبه بسيد الخلق من مدحه مولاه بأنه النعمة التى جعلهم الله تعالى بفضلها إخوانا فيجب على كل مسلم أن يستفيد من تلك البشرى كيف؟يعقل الحديث إذا لزم نقله فيخرج منه الهنات التى تؤدى إلى التشاحن والبغضاء وزيادة الفرقة بين الخلان والإشقاء ويضع النية ويعزم الطوية على التقريب بين إخوانه وحسن نقل الأخبار من بينهم لتزول العكارات من علاقاتهم وتصفو نفوسهم وليهنأ فاعل هذا بأن رسول الله ينفى عنه صفة الكذاب ويلحقه بأهل الصدق والأحباب ويصير فاعلاً لوظيفة من وظائف النبى الواردة فى صريح الكتاب فهذه من أعظم البضاعات التى نتقرب بها إلى الله وتحتاج إلى جهاد عظيم فى أطوار السالكين كيف ذلك؟ لأن النفس دائماً تحاول أن تُخرج المرء من طور السلوك بتزيين الغيبة والنميمة والإيقاع بين المؤمنين وتتبع عورات إخوانه المؤمنين والعلماء فكل من رأيته يتتبع سقطات إخوانه فاعلم أنه ساقطٌ من عين الله وكلما تذكر له أخاً تجده يسارع فيذكر مساوءه وعيوبه وكما يقول الحكيم : وستراً لعورات الأحبة كلهم وعفواً عن الزلات فالعفو أرفق وكل الأحباب و الإخوان فى رعايتهم لأنفسهم ولبعضهم وحرصهم على كل واحد فكلهم أشبه الناس بالسلف الصالح وأساس تعاملاتهم مع بعضهم هى قول النبى{الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمِّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعَفِهِمْ وَمُسْرِعُهُمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ}[11]هل رأيتم إذاً كيف يصبح المسلمون وحدة واحدة متكافئة متكاتفة متفاعلة ومتحققة بذلك فمن يقدر علينا من أعدائنا إذا كنا كذلك؟قال القائل الحكيم فى مقام المصلحين بين الخلان وسبيل التوفيق بين الإخوان: خيرُ الأَنَامِ سادتهم وفاضِلُهم المصلحون ولا تَستَثْني لى أَحَداً مِنْ أَصْلَحَ الحالَ منهم بعدمَا فَسَدتْ هوت عروش قومٍ إذ حالهم فَسَدا من أيقظوا العقل فيهم بَعْد رَقْدَتِه وأحيوا شعار الحب بعدما كسدا وردَوا عنهم شياطِيناً وقد مَردَت تقطِّع حبال الود وتمنع الرشدا فمشى بلسان الصلح حسَّنه وألبسه ثوب المدارة ما كذب من اجتهدا وألقى بذور الود فيهم وأرواها حلو اللسان فشوك القوم منحصدا وقال الرجل الآخر فى وصف الفرقة وأثرها واسلوب جمع الشمل: مزقتم شمل هذا الجمع بينكم كل لـه عصبة أهل وخلان وكلكم قد رقى في نسج حجته مراقياً ما رقاها قبل خوان فما الإِمام ملام في رعيته بل الجميع سواء فيه أعوان فقدموا العدل والإِنصاف في ظُلًم قد طال منكم لـها قهر وعدوان ثم أصلحوا بعد هذا ذات بينكم تفلحوا وانصحوا من خين أو خانوا تصبحوا قوةً بعد أعواد مفرقة أيدي سبا ما لـها وزن وأبدان إذا اجتمعتم لإصلاح شأنكم فلا جنٌ عليكم يقوى لا حىٌ وإنسان واجمعوا شريداً فإن يرجع فذلكم وداروا أولى عجز الفهم ما بانوا فهيا بنا أُخيَّة للإصلاح قد راحت الفرقة بما صنعوا وما زانوا [1] رواه ابن عساكر عن أبى الدرداء برواية " قَلِيلُ التَّوْفِيقِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَقْلِ " [2] رواه أبو يعلى عن عمر بن الخطاب. [3] (ابن جرير) عن ثوبـان ، الفتح الكبير [4] زاد المعاد فى هدى خير العباد لإبن القيم الجوزية [5] ابن أبى الدنيا فى الإخلاص. [6] عَنْ أَبِي ذَرٍّ رواه أحمد والبيهقي وتمامه{وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيماً، وَلِسَانَهُ صَادِقاً، وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً، وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً فَأَمَّا الأُذُنُ فَقَمْعٌ وَالْعَيْنُ مَقَرَّةٌ بِمَا يُوعِي الْقَلْبُ، وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِياً }. [7] مصنف ابن أبي شيبة عن سيدنا مكحول [8] الشيرازي في فَوَائِدِهِ وللديلمي في مسند الفردوس وابنُ النَّجَّارِ عن عَلِيٍّ جامع المسانيد والمراسيل [9] أخرجه مسلم في الصحيح من حديثِ ابنِ عُلَيَّةَ عن مَعْمَرٍ، سنن الكبرى للبيهقي [10] (ابن أبي الدنيا في قضاءِ الحوائج) عن ابن المسيب مرسلاً الفتح الكبير ومجمع المسانيد والمراسيل. [11] سنن أبى داوود عن عمرو بن شعيب.
| |
|
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهي في (الأخلاق) الأحد مارس 11, 2012 8:20 am | |
| [center] [center] البشرى الخمسون بشرى صلاة القيام للملك العلام
وهذه بشرى القيام للملك العلام وكلنا يصلى التراويح وفيها ما شاء الله من التراويح والتفاريح فلنروح عن أنفسنا بريحان تلك البشرى وأعلموا أن جمال تلك البشرى ليس له مثيل وليس كما يظن البعض أنه لابد من القيام طوال الليل وإرهاق النفس بشدة حتى تمل والبدن حتى يكل كما يقول بعضهم فيضجر أبنائنا ويستثقلون القيام وليس هكذا نحبب الناس فى هذا المقام لا إنه موسم الرحمة والفوز والأجر الجزيل على العمل القليل فمن حافظ على صلاة القيام ولو بركعتين كل ليلة دخل فى قول النبى { مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبه}[1] فمن حافظ على صلاة القيام بالإضافة للمغفرة فله منحة عظمى من الملك العلام بأن الله يكتبه فى ديوان البركة ويكون من جملة المباركين عند الله يقول فى سر ذلك سيدنا الإمام علىٌ{ أَنَا حَرَّضْتُ عُمَرَ عَلٰى الْقِيَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ حَظِيرَةً يُقَالُ لَهَا حَظِيرَةُ الْقُدُسِ يَسْكُنُهَا قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمْ: الرُّوحُ (أو الروحانيون فى رواية) فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُم تَبَارَكَ وَتَعَالٰى في النُّزُولِ إِلٰى الدُّنْيَا فَيَأْذَنُ لَهُمْ، فَلاَ يَمُرُّونَ بِأَحَدٍ يُصَلي أَوْ عَلٰى الطَّرِيقِ إِلاَّ دَعُوا لَهُ فَأَصَابَهُ مِنْهُمْ بَرَكَةٌ فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ فَتُحَرضُ النَّاسَ عَلٰى الصَّلاَةِ حَتَّىٰ تُصِيبَهُمُ الْبَرَكَةُ فَأَمَرَ النَّاسَ بِالْقِيَامِ}[2] سعادة دائمة لأنه أطاع الله وصلى القيام فى رمضان تأسياً بحبيب الله ورسوله، ولذلك ننادى إخواننا أئمة هذه الصلاة أن يعملوا بقول الحبيب فى كل جماعة{إذَا أمَّ أحدُكُمُ الناس فَلْيُخَفِّفْ فإنَّ فيهمُ الصغيرَ والكبيرَ والضعيفَ والمريضَ فإذَا صَلَّى وَحدَه فليصلِّ كَيفَ شَاءَ}[3] حتى نفسح المجال للمسلمين ليؤدوا هذه الصلاة ويحصلوا على هذا الأجر ومن صلى لنفسه فليُطول ما شاء لكن فى مساجد المسلمين يجب التخفيف مراعاة لأمر سيد الأولين والآخرين ولشمول الرحمة لجموع المؤمنين التى يُنزلها الله على جموع هؤلاء المصلين من إكرام الله الذى لا يُعد ولا يحد فى شهر رمضان أنه يكتب لكل مسلم يحافظ على صلاة الفجر والعشاء فى جماعة فى العشر الأواخر من رمضان أنه قام ليلة القدر ويكون له عند الله من عظيم الأجر عبادةً خير من عبادة ألف شهر يُكتب له زيادة فى عمره عند الله ثلاثة وثمانون سنة وأربعة أشهر كل عام إذا أكرمه مولاه بشهود ليلة القدر وأريد أن أزفَّ إليكم هنا بشرى الهناء والسعادة بأن كل المسلمين فى رمضان يمكن أن يحظوا بليلة القدر على أن يرتبوا لذلك بالجدِّ والإجتهاد من أول الشهر فيفوزا بأجور لا حصر لها ثم يكتبهم الله من أهل ليلة القدر فما الخطة النبوية لذلك؟ الكل ربما يظن أنها فقط بصلاة القيام أو بإحياء ليلة القدر أصابها من أصابها وأخطأها من أخطأها لا ليس الأمر هكذا وفقط بل البشرى واسعة وأىُّ مداوم على الصلوات المفروضة فى جماعة فليلة القدر له مضمونة ونوالها وشهودها منحة من الله مأمونة وهدية تصل إليه مصونة كيف؟من صلى الفجر والعشاء فى جماعة فى العشر الأواخر على الأقل، لقول النبى{ مَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالغَدَاةَ (الفجر)فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ اللَّيْلَ}[4] من حافظ على المغرب والعشاء فى جماعة حتى ينقضى رمضان. لقوله{من صَلّى المغرِبَ والعِشاءَ في جماعةٍ حتى ينقضِيَ شهر رمضان فقد أخذَ من ليلةِ القَدرِ بحَظّ وافِر }[5] من حافظ على الصبح جماعة فى رمضان{ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ}[6] حتى من صلى العشاء جماعة فى رمضان أكرموه بليلة القدر لقوله{ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الاخِرَةَ فِي جَمَاعَةٍ فِي رَمَضَانَ، فَقَدْ أدْرَك لَيْلَةَ الْقَدْرِ }[7] وهذا كله من أقوال الحبيب الشفوق الرؤوف العطوف فمن أدرك ليلة القدر فماذا له؟ لايقدر قدر الجزاء أحد وكى لا نطيل نأتى بحديث واحد جليل عن السيد النبيل{وَإذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ اللَّهُ جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَهْبِطُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، وَمَعَهُمْ لِوَاءٌ أَخْضَرُ فَيَرْكُزُوا اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَلَهُ مِائَةُ جَنَاحٍ مِنْهَا جَنَاحَانِ لاَ يَنْشُرُهُمَا إلاَّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَيَنْشُرُهُمَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَيُجَاوِزَانِ الْمَشْرِقَ إلَى الْمَغْرِبِ فَيَحُثُّ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَئِكَةَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فَيُسَلِّمُونَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ وَذَاكِرٍ، وَيُصَافِحُونَهُمْ، وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِمْ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإذَا طَلَعَ الْفَجْرُ يُنَادِي جِبْرَائِيلُ مَعَاشِرَ الْمَلاَئِكَةِ الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ }[8] ولذا قال القائل الحكيم عند توديع الشهر الكريم : وَدّعوا بِالدُموع شَهر الصِلات وَصِلوا فيهِ صَومَكُم بِالصَلاةِ وَاذكروا اللَه فيهِ ذكراً كَثيراً لِتَفوزوا بِالأَجر قَبل الفَوات وَاجبروا ما مَضى بِحُسن اعتِكاف وَاحتِفال بِشأَنه والتفات فَهوَ شَهرٌ فيهِ الدُعا مُستَجاب بِنُصوص مَأثورة عَن ثِقات فَاطلبوا الآن مِن رَؤوف رَحيم فيهِ مَحو الذُنوب وَالسيّئات
فخبرونى بالله عليكم من منا لا يستطيع أن يحظى بتللك البشريات فى رمضان ليحظى بفضل قيام الليل ويحظى بفضل ليلة القدر لكن الأمر يتطلب المداومة أو المتابعة للصلاة فى الجماعة لتحظوا ببشريات لا عدَّ لها ولا حصر ولذا قال أحد الحكماء فى أسرار تنزل الملائكة وبشريات الله لأهل الإيمان فى ليلة القدر:
فأهلا بأملاك السماء تنزلت تنزل مشتاق لرؤيا الذي جلَ لتشهد أنوار التجلي بأرضنا تشير إلى البدء المقدس ما أجلى ليثبت برهان الظهور لمن صفا ويظهر سر الغيب للملإ الأعلى تنزلت الأملاك تتلو تحية سلاما من الرب السلام لنا يتلى وأنت سلام يا إلهي وظاهر ومنك إليك الأمر والفضل قد يولى تنزلت الأملاك تشهد ظاهرا تجلى باسم الحي والفرد والمولى تجلى بتواب غفور ومنعم قريب مجيب للمريد إذا صلي فبشرى لنا فزنا بحب محمد رقينا بخير الرسل للمنزل الأعلى لنا تنزل الأملاك تتلو سلاما فتسمعه الأرواح في ليلة الإجلا صلاة على من منه فزنا بقصدنا إمام الهدى من للسعادة قد أولى
---------------------------------------------------------------------------- أسبغ علينا أيا مذكور نعماك يا ظاهراً وعيون الروح ترآك وسع لنا يا مجيب السؤل جدواك واجه بوجهك قلباً أنت مقصده أنت الكريم وأنت اللـه رحماك عمم عطاياك من فضل ومن كرم أوصل قلوبا صفت بالحق تهواك من نار بعدك فاعتقنا بعاطفة عبداً ذليلاً تنل رضوان مولاك يا قلب سارع إلى المولى العلي تنبي بنيل العطا ، يا قلب بشراك في ليلة شمسها في الأفق مشرقة بعد السلام جمال الوجه يجفاك ؟ أملاك ربك تقرينا السلام وهل فادع القريب أيا مذكور نعماك يا روحي للمنعم الوهاب فابتهجي يا قلب ربك بالإحسان والاك يا رب فضلك والرضوان يغنينا تم نقل الموضوع من كتاب (بشائر الفضل الالهى) http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...EC&id=66&cat=7 [1] الشيخان عن أبى هريرة. [2] للبيهقي في شعب الإيمان عن على، جامع المسانيد والمراسيل. [3] عن أَبِي هُرَيْرَةَ: سنن الترمذي [4] للنسائي عن عثمانَ بنِ عَفَّان صحيح ابن حبان [5] رَوَاه البَـيْهقـيّ ، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين [6] لأحمد في مسنده ومسلم عن عثمان، الفتح الكبير [7] وأخرج ابن خزيمة والبيهقي عن أبي هريرة [8] عن ابن عباس رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي، واللفظ له. الترغيب والترهيب [/center] [/center] | |
|