ـ نشر موقع "ويكيليكس" حوالي 400 الف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول حرب العراق.
وصرح جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لشبكة سي ان ان الاميركية الجمعة ان الملفات الاميركية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي يمثله النزاع في العراق.
وردا على سؤال للشبكة الاميركية حول كشف هذه الوثائق، اكد اسانج ان الملفات صورة للوضع في العراق اكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في افغانستان.
وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان ـ القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".
وتشير الملفات التي نشرت الى مقتل حوالي 109 آلاف شخص خلال سنوات ـ مقابل عشرين الفاً في افغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.
واضاف اسانج ان "عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقياً بالمقارنة مع افغانستان".
وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل 'قتل كثيرون في الفلوجة' بل تتحدث عن كل وفاة مع احداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الاشخاص".
واكد اسانج ان "الامر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".
واضاف "اعتقد ان رسالة هذه الملفات اقوى وفهمها ربما اسهل من الوضع المعقد في افغانستان".
ويعد كشف هذه الكمية من الوثائق "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".
وكشفت الوثائق المسربة ان مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الاميركية في العراق وان الجيش الاميركي تستر على اعمال التعذيب الذي تمارسه قوات الامن العراقية، حسبما افادت قناة الجزيرة الجمعة.
وبثت الجزيرة الجمعة "اهم الاستخلاصات" الواردة في وثاثق سيقوم الموقع المختص بتسريب الوثاثق العسكرية، بكشفها في الساعات القادمة وتغطي الفترة ما بين بداية العام 2004 ونهاية العام 2009.
وابرز هذه الاستخلاصات قيام الجيش الاميركي بـ"التستر على اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد "اغتصابهم وقتلهم أحياناً".
وافادت وثائق ويكيليكس ان "الولايات المتحدة كانت على علم باعمال التعذيب هذه لكنها امرت جنودها بعدم التدخل".
كما كشفت الوثائق ان "مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها القوات الاميركية" وذلك بالرغم من ان التصريحات الرسمية الاميركية تنفي ذلك. وقالت الجزيرة ان عدد هؤلاء القتلى وصل الى 700".
واضافت الجزيرة نقلاً عن الوثائق ان "عدد القتلى المدنيين في العراق اكثر بكثير مما هو معلن".
وبحسب ويكيليكس، فان عدد القتلى في العراق بلغ 109 آلاف منذ الغزو الاميركي عام 2003 وحتى نهاية 2009 وفقا لوثائق الجيش الاميركي.
واكدت الجزيرة ان "الملفات السرية التي حصل عليها موقع ويكيليكس تكشف أن القوات الاميركية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، رغم انكارها علنياً لكل ذلك".
وقالت القناة القطرية ان "الوثائق تكشف عن وجود 285 الف ضحية عموماً بينهم 109 آلاف قتيل على الاقل".
واضافت ان 63% من القتلى هم مدنيون.
وتابعت ان "شهر ديسمبر/كانون الاول 2006 كان الأكثر دموية حيث قتل 5183 في ذلك الشهر وحده، وصنف 4000 منهم بأنهم مدنيون".
وتفيد اخر الارقام الصادرة عن الجيش الاميركي في نهاية تموز/يوليو 2010، ان نحو 77 الف عراقي قتلوا بين كانون الثاني/يناير 2004 واب/اغسطس 2008، وهي الفترة الاكثر دموية خلال سبع سنوات من الحرب.
وقالت ان وثائق ويكيليكس تشير ايضاً الى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في ادارة فرق للقتل والتعذيب".
وتصور هذه الوثائق "وجهاً خفياً للمالكي وهو يقود فرقاً عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات".
وتكشف الوثائق العسكرية الاميركية ايضاً عن "دور ايراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية".
كما تنشر ويكيليكس بحسب الجزيرة عن "وثائق جديدة عن ضحايا (الشركة الامنية الاميركية الخاصة) بلاكووتر من المدنيين".
ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة بشدة اي تسريب معلومات يشكل تهديداً لحياة الاميركيين، بالموازاة مع نشر قناة الجزيرة لوثائق ويكيليكس.
وقالت لصحافيين "لكنني اعتقد بقوة انه علينا الادانة باوضح العبارات كشف افراد او منظمات عن اي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الاميركيين وشركائهم والمدنيين".
وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية من ان وثائق ويكيليكس لنشرها قد تشكل تهديداً للقوات الاميركية والعراقيين المتعاونين معها.
كما حذر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الجمعة في برلين من تسريبات ويكيليكس قائلاً ان "هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن ان تكون لها عواقب سلبية جداً لجهة سلامة الاشخاص المعنيين".
واضاف "هذه التسريبات يمكن ان تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر".
وطلب البنتاغون الذي اعلن الجمعة تعبئة 120 شخصاً لتقييم النتائج المحتملة لنشر المستندات، من وسائل الاعلام الاثنين "عدم تسهيل تسريب" المستندات حول العراق.
وسبق ان نشر ويكيليكس الذي تأسس في 2006، العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق وافغانستان.
واثار نشر ويكيليكس لالاف الوثائق العسكرية في تموز/يوليو استياء الحكومة الاميركية، اذ حذر رئيس الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" مايكل هايدن من ان ذلك قد يؤدي الى تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة.
وبالاضافة الى انتقادات الحكومة الاميركية، يواجه موقع ويكيليكس مشاكل داخلية وتحقيقاً قضائياً ضد مؤسسه جوليان اسانج بانتهاكات جنسية.
كما يعاني الموقع من مشاكل مالية.
وابلغ اسانج صحيفة الغارديان ان الشركة البريطانية "ماني بوكرز" المتخصصة في عمليات الدفع عبر الانترنت والتي يستخدمها الموقع لجمع التبرعات، اقفلت الحساب العائد لويكيليكس في آب/اغسطس بعد ان وضعت حكومتا الولايات المتحدة واستراليا الموقع على اللائحة السوداء في الايام التي تلت نشر الوثائق المتعلقة بحرب افغانستان.
وخضع الموقع "لصيانة مبرمجة" منذ 29 ايلول/سبتمبر، الا انه وعد "بالعودة الى الشبكة في اسرع وقت ممكن".
منقول
http://www.aklamkom.com/vb/showthread.php?t=22685