| واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الإثنين يناير 16, 2012 12:42 am | |
| [size=25] الهجمات الشرسة على الإسلام وأسبابها يتساءل الكثيرون ويقولون : إننا في تعب وضيق شديد ممن هاجم حضرة النبي من أهل الدنمارك وغيرهم من الكافرين فدعونا نفهم معا ماهو أساس الموضوع ؟ولنعد إلى كلام الطبيب الأعظم الذي لاينطق عن الهوى إذ قال {يُوشكُ الأمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكُم كَمَا تَدَاعَى الأكَلَةُ إلى قَصْعَتِها قالوا: أَوَ مِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذ ؟قال :بَلْ أنتم يَوْمَئِذ كَثِيٌر ولكنكم غُثَاءٌ كَغُثَاء السَّيل و لْيَنْزَعَنَّ الله من صُدُورِ عَدُوكم المَهَابَةَ منكم وليَقْذِفَنَّ الله في قلوبكم الْوَهَنَ قالوا : وما الْوَهَنُ يا رسولَ الله ؟ قالَ: حُبُّ الدنيا وكَرَاهِيةُ المَوْت} فهذا الحديث الشريف يقرر حقيقة لاجدال فيها مع مرارتها لو لم يسكن حب الدنيا قلوبنا ويخرج منها حب الحبيب الأعظم لما تداعت علينا الأمم من حولنا آمنة من بطشنا مستنقصة لقدرنا ولما جرؤ إنسان في الوجود أن ينال منه هذه هى الحقيقة المرَّة وكلُّنا موقنٌ بذلك ومقرٌ ولكن هذه الحقيقة و الحال الذى صرنا إليه الأنُّ من قسوته ونشتكى من وطأته لم ينزل علينا فجأة من السماء وإنما تسلسل وتسلَّل على مراحل عدة إذ بدأ الخلل بنا نحن المسلمون بتقصيرنا فى حب نبينا شغلاً بالأرزاق وبيعاً للأخلاق وتركاً لدعوة الحق تحت ضغط إرضاء الخلق أو استجداء منافعهم فاستهان بنا أعداؤنا واستباحوا حرماتنا وأجَّجوا نار الفتنة بيننا وزرعوا صنائعهم فى أوساطنا فانكشفت لهم أظهرنا وبطوننا فكانت هجماتهم علينا نتاجا لما زرعناه و حصادا لما أهملناه وعاقبة لما نسيناه ولاحول ولاقوة إلا بالله ولنرى معا كيف بدأ الأمر ؟ وتوالى ؟ حتى صرنا على كثرتنا غثاءاً كغثاء السيل السبب الأول : البداية ... التقصير فى تعزير الرسول وتوقيره على نهج القرآن كيف كانت البداية من هنا ؟إن الله أمر المؤمنين أمراً صريحاً ، وقال لنا ولجميع المؤمنين {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}أمرنا أن نعزِّره أي نساعده في نشر رسالته ونعاونه في تبليغ دعوته كل على قدره وأقل القدر أن نكون نحن مثالاً ونموذجاً للمسلم القويم في أخلاقنا وسلوكياتنا ومعاملاتنا ولكنا نسمع من يدخل في الإسلام وآخرهم رجل دخل من شهر في فرنسا ثم ذهب لزيارة بلد من بلاد المسلمين فرأى العجب وقال : الحمد لله أنني قد دخلت في الإسلام قبل أن أرى المسلمين وإلا لما دخلت فيه لماذا ؟لأن المسلمين غير ملتزمين بأحكام دينهم هل بسلوكنا هذا نكون قد عزَّرنا رسول الله أو وقَّرناه على نهج القرآن و كما أمرَّ الرحمن أم نكون قد استهنَّا به بل وشجعنا غيرنا على ذلك إن المسلمين شعروا أو لم يشعروا يستهزءون بنبيهم فالمسلم الذي يتكلم مع أخيه ويحدث بينهما شطط في الكلام أو نزاع ويقول له - وإن كان لا يدرى - : "صلى على النبي" هو لا يقصد الصلاة ولكنها عبارة يقولها لتهدئه أخيه إن هذه العبارة حكم الفقهاء أن قائلها بهذه الكيفية يجب تأديبه لأنه استخدم اسم النبي في غير موضعه وإذا ذهب رجل إلى رجل يطلب منه العفو في أمر يقول "والله لن أعفو حتى ولو جاءني النبي محمد " هذه الكلمات وأمثالها وأشباهها نسمعها كثيرا وهذه الكلمات يجب أن يعاقب فاعلها لأنه زج باسم النبي محمد في غير موضعه النبي محمد لو جاءك في أمر ترفضه ؟ مع أن الله يقول لجميع المؤمنين{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} مثل هذه الأقوال تشيع بيننا وغيرها ومنها من يطلب من الناس الاستجداء باسم النبي "والنبي تعطيني كذا" يقسم باسم النبي ويعرض اسم النبي لأشياء لم يأمر بها النبي فإن النبي لم يأمر بالاستجداء ولم يأمر بتكفف الناس وإنما أمر بالعمل للاستغناء عن الناس{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ومن هنا حكم العلماء أن من يتسول باسم النبي يجب أن يؤدب ويُعذّر، ويُعذّر بأن يحكم عليه القاضي بما يناسبه من أنواع الجزاء لأنه عرض اسم النبي لما لا ينبغي له فاسم النبي يجب أن يكون مصوناً ومبجلاً ومكرّما أما من يسب حضرة النبي بأي كيفية من المؤمنين والمسلمين فقد أجمع العلماء أجمعون أن حكمه القتل ولا يستتاب كالمرتد بل يقتل فوراً لأنه مسلم ومؤمن وسب النبي هذا فيما بيننا جماعة المؤمنين وإذا كان هذا واقعنا مع إسم النبى و تعريضه لما لايليق فأين نحن من النهج القرآنى فى توقير النبى ؟ انظر كيف كرَّم الله اسم نبيه و عظَّمه فأمرنا الله عزوجل ألا نناديه باسمه فقد كان العرب يقولون له يا محمد فنهاهم الله عزوجل عن ذلك وقال لهم{لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً}ماذا نقول؟قولوا: يا نبي الله يا رسول الله يا حبيب الله يا صفي الله لكن لا تنادوه باسمه خُصّوه بالتعظيم والتوقير لأن الله عظمّه ووقرّه وأمرنا أن نوقرّه ونعظمّه صلوات ربي وتسليماته عليه أمرنا الله عزوجل إذا ذكر اسمه أن نصلي عليه وإذا سمعناه من أي إنسان أن نصلي عليه لماذا نصلي عليه ؟لنحضر أجسامنا وقلوبنا فنهتز عند السلام عليه وعند سماع اسمه ، ونحضر كأننا نقف بين يديه صلوات ربي وتسليماته عليه دخل الحاكم أبو جعفر المنصور إلى مسجد الرسول في المدينة وطلب الإمام مالك ليناظره في مسألة ثم رفع صوته فقال الإمام مالك : مهلاً يا أمير المؤمنين فإن الله قال{لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}وحرمته ميتا كحرمته وهو حي إياك أن ترفع صوتك في مجلس وفي حرم وفي روضة النبي وكان الإمام مالك وغيره من العلماء الأجلاء لا يحدثون حديثاً عن رسول الله إلا إذا اغتسلوا وتطيبوا وتوضئوا ولبسوا أجمل الثياب تأدبا مع حضرته وذات مرة كان الإمام مالك في مسجد الحبيب المصطفى جالساً على كرسي العلم يروي أحاديث رسول الله ونظر أحد الطلاب فرأى عجباً رأى عقرباً تذهب إليه وتلدغه من قدمه فيتفزز ولا يقطع حديثه ويكمله ثم تدور وتأتي إليه وتلدغه مرة ثانية فيتفزز ولا يقطع حديثه ويواصله عدَّ لها أربع عشر مرة وهي تلدغه ولا يترك موضعه ولا يقطع حديث النبي فلما انتهى من درسه ذهب إليه وقال له : رأيت منك اليوم فقال: نعم رأيت العقرب ؟قال: نعم قال: كرهت أن أقطع حديث رسول الله من أجل لدغة عقرب من أجل ذلك كان لا يبيت ليلة إلا ورأى رسول الله في المنام وقد قال في ذلك: ما بت ليلة إلا ورأيت رسول الله في المنام من توقيره وتعظيمه لحبيبه [1] صحيح أبى داود ، عن ثوبان غثاء السيل :أي الرغاوي التى تطفو فوق ماء البحر . يتبع إن شاء الله
[/size] | |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الإثنين يناير 16, 2012 10:29 pm | |
| [size=25] حقيقة التعزير والتوقير والتوقير والتعظيم الأكبر أن نوقِّر سنته ونقوم بأدائها ونحافظ على تنفيذها وأن نوقر قرآنه فلا نتلوه باللسان ونهجره بالأعضاء والأركان وإنما نتلوه باللسان وننفعل به بالقلب والجنان ثم نأمر الجوارح والأركان أن تعمل بما تلوناه أو سمعناه من كلام الرحمن لننال رضا الرحمن جل في علاه وأن نحبَّه فوق أي شيء آخر فإنه يقول في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري{والله لا يؤمنُ أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ماله وولده ونفسه والناس أجمعين وسيدنا عمر وما أدراك ما عمر يقول : يا رسول الله لأنتَ أحبُّ إلىَّ من كل شيء إلا نفسي قال : لم يكملْ إيمانك يا عمر فجاهد نفسه ثم قال : والله يا رسولَ الله لأنت الآن أحبُّ إلىَّ من كل شيء حتى نفسي التي بين جنبي قال: الآن يا عمر} أين نحن من ذلك ؟فلو أننا أحضرنا ترمومتر سيدنا عمر أو الإمام مالك وقسنا به ما في قلوبنا؟سنجد حب الدنيا وهي رأس كل خطيئة قد أشربته قلوبنا فهل بهذا نكون قد أحببناه؟أو عزَّرناه ؟ أو وقَّرناه ؟كما أمر الله لا بل واحسرتاه فقد فرَّطنا فى محبته على الحقيقة ولما كانت محبته هى النور للقلوب فقد حلَّ الظلام و انفرط عقد المحبة وصار التفريط في سواها من الأخلاق أسرع وأقل إيلاما للحسِّ وأيسر تبريرا للنفس وأسهل تأقلما مع المجتمع حتى تعودنا مرارة فقد الأخلاق الإسلامية ونسيناها أو تناسيناها وتتابعت التنازلات والآن أين القيم الإسلامية؟أين الأخلاق الإيمانية؟ نسمع عنها في عصر سيدنا رسول الله نسمع عنها في عصر الخلفاء الراشدين لكن أين هي الآن في عصرنا؟لا توجد ولو عملنا الآن كما تعمل المؤسسات الغربية استطلاع رأي لكي نحدد مثلا نسبة تواجد خلق من الأخلاق التى أخبر عنها أنها إذا فقدت فقد الدين فلنجر استطلاع رأى عن الأمانة مثلا ؟وعند من تكون ؟كم تكون النسبة في المائة بالنسبة للبلاد الإسلامية؟نصف في المائة أين ما كنا نراه زمان ؟أين الصنايعي الذي كان يتقن الصنعة لأجل أنها كانت تحمل اسمه؟أين الصنايعي الذي سأعطيه بضاعة وأطمئن عليها أنه لن يسرقها وسيبحث عن العيب ويصلحه؟من أين آتي بهؤلاء؟و أين أجدهم؟فلكي أصل لهذا الآن علىَّ أن أحضر صنايعي من تايوان أو من الفلبين هل يصح ذلك؟إذاً أين المسلم؟ المسلم يغشُّ ينصب هل هذه أخلاق المسلم حتى وصل الأمر أن الذي يحتاج خادمة لا يجد خادمة من بلده تصلح فيأتي بخادمة من سيرلانكا أو من الفلبين أو من أندونيسيا لماذا؟ حتى الخادمة الأمينة إبنة البلد لم يعد لهاوجود أين أخلاق الإسلام؟ والتي سينتشر بها دين الإسلام؟وهذا الذى فقدناه هو ذاته ما كان يحافظ عليه كل المسلمين وعندنا المعايير التي تلزم لذلك وتعلمونها جميعاً وعندما ترى نتائج الاستطلاع ما يكون شعورك؟وما هو تعليقك على ما صارت إليه الأخلاق فى بلاد الإسلام ؟ والكل يعلم انه لما هاجر النبى من مكة للمدينة وكانوا يحاربونه ويعادونه وعلى الرغم من ذلك فإن كل ما يخافون عليه يعطونه له ليحافظ لهم عليه فلما هاجر ألم يكن في مقدوره أن يأخذ معه كل هذه الأمانات؟مع أنها كانت من حقه لأنهم أخذوا من أصحابه كل ما يملكون إذ صادروا أموالهم ودورهم وتجاراتهم كلها ولكنه لم يفعل ذلك وأبقى ابن عمه وأمره أن يبيت مع أنه يعلم أنه معرض للقتل وذلك كله لكي يرد الأمانات إلى أهلها ما هذا؟إنه المثال الأعظم{ أَدِّ الأمَانَةَ إلي مَنْ ائتمَنكَ وَلا تَخُنْ مَنْ خَانك} هذا ما ضاع منا وفقدناه أين المسلم الذي يعمل بهذا المبدأ وبهذا الحديث؟إذا وجد يكون من الصالحين من يريد أن يرى المسلمين ويتفحَّص أحوالهم عليه ألا يراهم في المسجد ولكن فليراهم في السوق يذهب لأي سوق من أسواق المسلمين سيجد كل ما حذَّر منه النبي نسير و نحرص عليه هل سيرى{أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ}هل هي موجودة؟{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}هل هي موجودة؟أين المسلمون هنا؟ستجده يقول آية المنافق ثلاث فنتمسك بالثلاث المنافق وليس المؤمن مع الأسف فإن آية المنافق موجودة في كل طرقات المسلمين وفي كل أسواق المسلمين بل إنها دخلت مساجد المسلمين فإذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر أين المؤمن إذاً ؟يقول المؤمن ليس بسبَّاب ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيء فنتمسك بما نهى عنه وستسمع و تشهد كل هذا فى أسواق المسلمين المؤمن ليس بكذَّاب المؤمن ليس بكذَّاب أين هذا المؤمن ؟في الدنمارك فالمؤمن الذي هناك يمشي على هذه الشاكلة ، وكذلك في ألمانيا لكن المؤمن الذي هنا وفي بلاد النبي العربي فإذا جاء من عمل عمرة أو خلافه يقول أنا قادم من عند النبي أي من عند مقصورة النبي فنُصدم بمن أتى من عند حضرة النبي؟ يأكل مال النبي وهذه مصيبة هل هذا ما كان عليه أصحاب رسول الله؟الذين كانوا جميعاً حريصين على كل هذه الأخلاق النبوية المحمدية وكانوا يعرفون أن هذه البضاعة هي التي بها جمال الأمة المحمدية وإذا تجردت الأمة الإسلامية من الأخلاق القرآنية؟فما الفارق إذاً بينها وبين غيرها؟ومع الأسف فإن الأمم الأخرى يوجد عندها بعض هذه الصفات ولكنها عندنا مفقودة ودعونا نتناول قضية إنهيار الأخلاق من زاوية أخرى إنها مصيبة حلَّت بالمسلمين واستمكنت منهم ثم ضربت جذورها بأرضهم فنمت وترعرعت و أثمرت المصيبة التي حلت بالمسلمين أن غيرنا ظلوا وراءنا إلى أن غيَّرنا جلدنا وتركنا أخلاقنا في سبيل المضمون وهو الرزق فهو يخون ويخدع ويغش لكي يحصل على المضمون؟الذي إذا لم تأخذه في الحرام وصبرت سيأتيك في الحلال لكنه متعجَّل وبذلك يتعجل سخط الله وغضب الله ونقمة الله لماذا؟لأنه يخالف هدي الله وسنة حبيب الله ومصطفاه فسنَّة الله معنا أن الكافرين يأخذون الدنيا بالجدَّ فيها ونحن تأتينا الدنيا بالزهد فيها إن وجدت وبالصبر على فقدانها إن غابت بلا ضجر ولا تململ ولا تعجُّل إنها حكمة الله فإن ميزاننا غير ميزانهم فهم يأخذونها بالجد والاجتهاد فيها أما ميزاننا فهي التي تأتينا بالزهد فيها ولو جرينا خلفها وجاهدنا فيها فإنها تجري أمامنا ولا نلحقها كما نرى الآن لكل قوم مشربهم ولكل قوم ميزانهم ولكل قوم جعل الله عز وجل لهم تعاملاتهم في أحوالهم مع ربهم عز وجل وبصيغة ثانية فإن تعاملنا غيرهم فهم يتعاملون مع الأسباب والأسباب من يحسن استخدامها تعطيه ما قدّره له الوهاب لكنه قدّر لنا أن يكون تعاملنا مع مسبَّب الأسباب والأسباب بعد ذلك تأتي لنا بغير حساب وبصيغة ثالثة في نفس الموضوع جعل الله رزقهم بحساب وجعل رزقنا بغير حساب وذلك لأن رزقهم على الأسباب ورزقنا على مسبِّب الأسباب أين بابنا{وَالله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}وبصيغة رابعة جعل الله أرزاقهم بالجد والعمل والاجتهاد في الأسباب وجعل الله أرزاقنا بالتقوى وطاعة مسبب الأسباب{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} فعندما نتبعهم في هذا الباب هل نكون على صواب؟أم على خطأ ؟على خطأ ولذلك فإن حالنا الآن هكذا لأن الله أمرنا أن نتبعهم في باب واحد وهو{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}أي كيفية استخدام الدنيا وكيفية تسخير الدنيا أما الآخرة قال : لا{وَهُمْ عَنِ الاخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }إياكم أن تتركوا الآخرة فنحن قد تابعناهم في الدنيا ونسينا الآخرة هم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولكننا لا يصح أن ننسى الله لأن رزقنا بالله وليس على الأسباب التي أوجدها الله ولكن على الله والله عزوجل يجعل الأسباب مسخَّرة لنا إذا سخَّرنا ذواتنا وحقائقنا وأعضاءنا وجوارحنا لله جلَّ في علاه وهذا هو الفارق الكبير بين المؤمنين وبين الكافرين فهم لهم أرزاق ظاهرة فقط طعام شراب هواء مثل هذه الأشياء أما نحن{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}لنا أرزاقُ أخرى رزقٌ من الإيمان رزقٌ من الورع رزقٌ من الخوف والخشية من الله رزقُ من السكينة رزقُ من الطمأنينة ورزقُ من الحـبِّ في الله ولله وهذه الأرزاق ليست في الأرض ولكن{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ}أين؟{فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} فلا تباع في صيدلية ولا في سوبر ماركت ولا تنتجها الأرض لكنها تنزل من الله إلى قلوب أحباب الله جلَّ في علاه إذا مشوا على نهج حبيب الله ومصطفاه وهذه السكينة ماذا تفعل؟{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}فهي ما تُزيد من جرعات الإيمان وهي الفيتامين الذي يقوِّي الإيمان ومعنى ذلك أن تقوية الإيمان ليست من الطاعات فقط فالطاعات بدون المادة الفعَّالة لا تفيد فما الذي يجعل الدواء يفيد؟المادة الفعَّالة الموجودة فيه إذاً فالمادة الفعَّالة للطاعة هي السكينة التي تنزل من عند الله تعالي إنها أرزاق إلهية تنزل على قلوب المؤمنين والمتقين هذه الأرزاق ياإخواني عندما ننشغل بالدنيا وفيها من أين تأتي ؟ لن تأتي [size=21][1] رواه الترمذى عن أبى هريرة يتبـــــع إن شــــــــــــــــــاء الله [/size]
[/size] | |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الخميس يناير 19, 2012 11:29 pm | |
| التقاعس فى دعوة الغير إلى دين الله
لما نقص حب النبى فى قلوبنا وحلَّ حب الدنيا فيها وتهاوت حصون الأخلاق الإيمانية واحدا تلو الآخر تحت هجمات جيوش المكاسب الدنيوية وإغراءات المنافع الدنيَّة فترت الهمم وتراخت العزائم المضيَّة وتكاسلنا عن الوظيفة الأساسية والمكلفة الربانية التى كلَّف الله بها أمة خير البرية
وهى دعوة خلقه إليه بالطريقة القرانية والسنَّة المحمدية ولكي نفهم تأثير هذا على ما صرنا إليه و كيف أن تكاسلنا و تقاعسنا عن واجب دعوة غيرنا لدين ربنا قد عاد علينا بالإبتلاءات والمصائب فإنا نبيِّن بشىْ من التوضيح كيف كلَّف الله هذه الأمة بشرف وظائف المرســـلين؟ولنبدأ من عند سيد العالمين وكيف كان بداية التعيين؟
اختار الله عزوجل نبيه ومصطفاه وحبيبه ومجتباه سيدنا محمد بن عبدالله رسولاً للثقلين للإنس والجن ورسولاً للعالمين عالم السماء بما فيه من أنواع الملائكة وعالم الأرض بما فيه من الإنس وكل ما عليها من الكائنات بل والعناصر والجمادات فهو الذي قال فيه ربه{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}
وجعله الله عز وجل رسولاً للمرسلين ونبياً للنبيين فهو رسول الأولين ورسول الآخرين ورسول أهل الأرض في كل زمان ومكان أجمعين الذي اختاره ورباه على عينه رب العالمين وما الرسل السابقين إلا نواباً عن حضرته يبلغون هديه وشرعه إلى أممهم على قدر ما يتحملون من شرع ربهم فإذا اكتملت الأدوار وجاء أهل هذه الدار الذين جعل الله فيهم قوة واقتدار على حمل هذه الأنوار وعلى اتساع هذه الأسرار نزل النبي بالدين الجامع الشامل فالنبيون أجمعون قبله يبلغون شيئاً من تشريعه على قدر أممهم وهم كما قال في شأنهم أحد الصالحين :
الرسل من قبل الحبيب محمد نوابه وهو الحبيب الهادي موسى وعيسى والخليل وغيرهم يرجون منه نظرة بوداد رغبوا يكونوا أمة لمحمد وبفضله فازوا بكل مراد وبمحكم القرآن عاهدهم له أن يؤمنوا بسراجه الوقاد
فهو صاحب الكمال الذي أنزله الواحد المتعال وصاحب الجمال الذي أنشأه الله على هيئة بغير مثال وصدق حسان بن ثابت حيث يقول في شأن هذا النبي الأمي :
وأجمل منك لم تر قط عينى ... وأكمل منك لم تلد النساء خلقت مبرءاً من كل عيب .... كأنك قد خلقت كما تشاء
وأهل هذا الدين الذين شرفهم الله بنبوته واختارهم الله عز وجل ليكونوا جنده في تبليغ رسالته لأنه خير رسول ونزل بخير دين وأنزل عليه خير كتاب قال الله في شأنهم{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}ولم يقل الله ستكونون فيما يستقبل من الزمان مع أنهم الآخرون الأولون ولكنه قال من قبل القبل قبل أن يخلق الكائنات وقبل أن يكوّن المكونات : كنتم عند الله في أزله القديم وفي لوحه القديم خير أمة أخرجت للناس
وبين الله عز وجل في هذه الآية تكليف الله سبحانه و تعالى لهذه الأمة لمَ خلقنا الله؟ولمَ كلفنا الله؟خلقنا الله عز وجل كما بيّن في هذه الآية ووضحها في أكثر من موضع في كتاب الله لنكون رسل الهداية من الله للخلق أجمعين ندعو الخلق إلى الله وندلهم بالله على الله تلك هي مهمتنا وهذه هي رسالتنا
ولذلك قال الله :خير أمة لمن أخرجت ؟لا لنفسها ولا لأبناءها ولا لأزواجها وإنما أخرجت لمهمة كلفها بها الله لغيرها أخرجت لمن ؟للناس ماذا يفعلون مع الناس{تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر}
فإن مهمة هذه الأمة مهمة الرسل والأنبياء فقد جعل الله الرسل والأنبياء نواباً عن حضرته قبل وجوده وأمرهم أن يبلغوا أممهم بأوصافه وشمائله وكمالاته حتى أنهم من شدة حرصهم بلغوا أممهم ليس بأوصافه في ذاته فقط بل بأوصاف أصحابه وأخبارهم ونعوتهم وأحوالهم فقد ذكروهم في التوراة والإنجيل بأسمائهم{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}ما هي أوصافهم ؟{أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ} أين؟{فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجِيلِ}ولم يقل كزارع ولكنه قال{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ}والزرع هنا هو أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من علية أصحاب النبي{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}
فذكروا حتى أوصاف أصحاب حضرة النبي ولا يسع الوقت لعد ولو لنماذج قليلة مما ذكرته التوراة والإنجيل عن أصحاب حضرة النبي فقد ذكروهم بنعوتهم وأوصافهم وأسمائهم وذكروه بتفصيل البلد التي يولد فيها والأبوين والميعاد الذي يظهر فيه مولده حتى أنهم لما خرج أبو طالب بتجارته إلى بلاد الشام وتعلق به رسول الله فأخذه معه ليرضيه وعندما ذهبوا إلى بحيرة الراهب ورأى أنوار الحبيب جهزَّ وليمة ودعاهم أجمعين وقال: يا معشر قريش لا تتركوا واحداً منكم فذهبوا وتركوا رسول الله فتفقد القوم فلم يجده قال : هل تركتم أحداً خلفكم ؟فقال أبو طالب :لا عليك إنه غلام صغير فقال: ائتوني به فآتاه به فقال : من يكون هذا منك ؟ قال: ابني قال : لا قال: ولم ؟قال : لأن عندنا أن أباه لا يكون حياً وإنما يكفله جده ثم عمه
وانظر إلى التوصيف العجيب الذي وصفوه في كتبهم للحبيب حتى من يكفله جده ثم عمه حتى أنه قال له : ارجع بابن أخيك ؟ قال: ولم ؟قال: عندنا في التوراة : أن هذا ميعاد خروجه إلى الشام ولو سرت إلى أي طريق ستجد يهوداً في انتظاره يريدون قتله وكل طريق وقف عليه نفر منهم لماذا ؟و من أين عرفوا كل ذلك ؟هذا لأن موسى وعيسى وفوا لله ووصفوا لأممهم ما كلَّفهم به الله من أوصاف حبيب الله ومصطفاه وقد روى النبي من ذلك كماً كثيراً
وإن أردت الزيادة في هذا الباب تجدها في كتاب " حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق " ففيه الكثير من هذه الروايات الصحيحات المؤيدات والتي تتحدث عن رسول الله بحسب ما حكى وتحدث عنه أنبياء الله ورسل الله السابقين أجمعين؟
إننا أهل الآسلام وبعد أن عرفنا تمام المعرفة واستوثقنا من المهمة المقدسة التى كلفنا الله بها - وعلى الرغم من ذلك فقد تكاسلنا و تقاعسنا فيها - فإننا فى هذه الآونة لفى أشد الحاجة لأن نبلغ رسالة الإسلام هذه للخلق أجمعين كما بلغها أجدادنا ذهبوا إلى أندونيسيا فنشروا الإسلام فيها بأخلاقهم وتعاملاتهم وذهبوا إلى الفلبين وذهبوا إلى ماليزيا وذهبوا إلى نيجيريا والسنغال وكل بلاد أفريقيا بما نشروا الإسلام ؟ليس بالكلام ولا بالمظاهرات ولا بما نراه من أفعال تحدث من شذاذ المسلمين ولكن بأخلاق المؤمنين وأحوال المؤمنين وتعاملات المسلمين التي كانت صورة لهذا الدين
فإننا نغزو القلوب بالأخلاق ونغزو النفوس بالتعاملات ، فإذا وجدوا منا كريم الأخلاق وجميل المعاملات دخلوا في دين الله أفواجاً هذا هو الإسلام أخي المسلم في كل مكان أنت عليك ديْن لهذا الدين أن تبلغ هذه الرسالة للخلق أجمعين وأن تبين لهم بأخلاقك كمالات هذا الدين وتبين لهم في تعاملاتك سماحة هذا الدين وتبين لهم بسلوكك وفعلك خيرية هذا الدين
فهل أدينا دورنا؟ هل بلغنا الكافرين والجاحدين والمشركين تعاليم ديننا ؟هل بلغناهم سماحة الإسلام وحكمة الإسلام وعظمة الإسلام وعظمة أخلاق نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ؟لا لم نفعل ذلك كما أمر الله وأوصى نبيه بل تناسينا وأهملنا وتكاسلنا حتى أحكمنا طوق دائرة الهوان بأيدينا حول أعناقنا وصرنا إلى ما نحن فيه اليوم من الصغار و الهوان وياليتنا نفيق
وإنا إذ وصلنا فى تحليلنا إلى هنا فإنى أؤكد لكم إن هؤلاء القوم لم يهاجموا رسول الله إلا عندما رأوا فينا ضعفا وتهاونا وفينا استهتارا بدين الله جل في علاه ولو أن كل واحد فينا قام بما ينبغي عليه لله ورسوله ما جرأت أمم الكافرين مجتمعة أن تمس أي مسلم ولو كان صغيراً بأذى أو سوء
وكما رأينا في حادثة الهجرة فإن الكافرين رغم طاغوتهم وجبروتهم ومعداتهم وقوتهم تصدى لهم رجل واحد وذهب إليهم وهم جلوس حول الكعبة وأمسك بسيفه ومر عليهم قائلاً:من أراد أن تثكله أمه أو ترمل زوجته أو ييتم أولاده فليتبعني خلف هذا الوادي ما هذا التهديد والوعيد هل واحد بمفرده يهدد مدينة ؟ ومع ذلك لم يتحرك أحد منهم لا بقول ولا بفعل؟أو حتى حدثه بكلمة تخدشه أو تؤذيه فقد ألقي عليهم سهم الله عز وجل إلى أن مشى من أمامهم وبعد أن مشى قالوا لبعضهم : ما الذي حدث ؟لماذا سكتنا ولم نتكلم ؟ولماذا لم يقم أحد منا ليتصدى له ؟فقال واحد منهم إذا أردتم فعليكم أن تلحقوه الآن فردوا عليه بأنه قد مشى وانتهى الموضوع{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}قذف الله في قلوبهم من واحد لا ثاني له ما هذا ؟هذه هي عزة الإسلام
فإن المسلم إذا عمل بتعاليم الإسلام أعزه الله بعزته{إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}لكنه يلبسها لرسل الله لأنهم صادقون في دعوتهم لله وكذلك يلبسها للصادقين من أتباعهم{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}وهذا تفصيل آخر ولذلك فإن أي مؤمن يعمل بصدق ويقين بهذا الدين ولهذا الدين يأخذ وراثة من سيد الأولين والآخرين ،
ماهي هذه الوراثة ؟سيدنا علي يقول فيها عندما تكلم عن رسول الله " من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه "فالناس كانت تهابه وهذه الهيبة كانت من الله ومن شدة هذه الهيبة فقد كان من يأتيه من المؤمنين والمؤمنات إذا لم يثبّْته الله عز وجل بثبات من عنده كان يختل توازنه فقد أتاه رجل في أمر فاختل توازنه وجعل ترعد فرائصه من شدة هيبة رسول الله فقال له(هون عليك فأنا لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد).[1]لكن هذا الرجل غلبت عليه الهيبة عندما رأى رسول الله
هذه الهيبة يخلعها الله على كل مؤمن تقي نقي فيخشى بأسه أعداء الله ولو كان رجلاً عاديا لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتا ولا حياة ولا نشوراً .
[1] عن قيس ابن أبى حازم ، رواه الألبانى فى سلاسل الأحاديث الصحيحة ، القديد : اللحم المملح المجفف .
يتبـــــــع إن شـــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الجمعة يناير 20, 2012 8:20 pm | |
|
عمر بن الخطاب
وإن هيبة السلطان والملك في أي زمان ومكان ومن على شاكلته تكون بسبب الصولجان والأعوان الذين حوله ويحيطون به بما معهم من مصفحات ومدرعات لكن الإمام عمر كم حارساً كانوا يمشون خلفه؟لايوجد ولو حتى حارس واحد خصوصي
فعندما جاء الوزير الفارسى وطلب مقابلة عمر وأحضروه لمقابلة عمر في بيته فلم يجد الرجل بيتاً للإمارة ولا داراً للوزارة ولكنه منزل وعندما سأل عن عمر قالوا: لا نعلم أين هو؟وكان ذلك الوقت في وقت الظهيرة الشديدة الحرارة وعندما بحثوا عنه وجدوه نائماً متوسداً ذراعه تحت ظل شجرة بلا حراسة ولا أتباع فذهل الرجل وقال أين عمر؟قالوا: هذا عمر قال: هو النائم هذا؟قالوا: نعم قال: كيف؟إن كسرى عندنا عندما يريد أن ينام يحيطه مئات الحراس بل الآلآف فأدرك الرجل وعرف وقال مخاطباً عمر: عدلت فأمنت فنمت يا عمر
وكان الله عز وجل يلقي هيبته حتى على الشياطين وليس الإنس فقط فقد قال حضرة النبي في عمر : ما سلك عمر طريقاً إلا وسلك الشيطان طريقاً آخر وقال في الحديث الآخر عندما وجدهم يتكلمون عن عمر{إن الشيطان ليفرق منك ياعمر}[1]عندما يراه الشيطان يخاف ويجري وذلك لأن الله ألبسه ثوب الحق لما كسا قلبه ثوب الصدق وألقى عليه مهابة من عنده فأصبحت هذه المهابة بدون جنود ولا بنود ولا حشود لأنها مهابة الواحد الأحد المعبود عز وجل وهذه هي مهابة الصالحين والمتقين
فالسيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد عندما كانت تنظر في يوم ووجدت آلاف مؤلفة تتزاحم على رجل منهم من يريد أن يقبِّل يديه ومنهم من يريد أن يقبِّل قدميه فسألت من هذا ؟فقالوا: إنه السيد موسى الكاظم ابن بنت رسول الله السيدة فاطمة فقالت : هذا هو الملك لا ملك هارون الذي يُجمع له الناس بالجنود والحراس
وعندما ذهب هشام بن عبدالملك ليطوف بالبيت الحرام - وكان الخليفة في ذلك الوقت - فلم يهتم به الناس ووجد زحاماً فاستدعى العسكر لكي يخلون له الطريق ليطوف وأثناء طوافه وجد رجلاً قادماً فأخلى له الناس المطاف كله وكذلك أخلوا له أمام الحجر الأسعد لكي يقبله وسأل واحدا من الحاشية عن هذا الرجل ؟ومع أن هشام بن عبدالملك يعرفه إلا أنه قال: لا أعرفه لأنها السياسة وكان من ضمن الموجودين مع الخليفة الشاعر الفرزدق فقال للسائل:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والحلُ يعرفه والبيت والحرم هذا ابن بنت رسول الله فاطمةهذا ابن خيرالخلق كلهم
وكان سيدنا علي زين العابدين وهذه هي المهابة التي يلقيها الله عز وجل على أحبابه حتى أن الملوك تخضع لهذه الهيبة والأسود تنزوي من بأس هذه الهيبة والملك علواً وسفلاً يخضع لهذه الهيبة لأنها هيبة الله جل في علاه
هذه الهيبة جعلها الله لكل مسلم ومسلمة بشرط {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الأخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }فإذا تأسى المرء منا برسول الله فإن الله يخلع عليه وراثة لرسول الله هيبة كالهيبة التي أعطاها لرسول الله على قدره فلن يأخذ كل الهيبة التي أخذها رسول الله ولكن يأخذ على قدره على قدر تقواه وعلى قدر خوفه من الله وعلى قدر إقباله على مولاه جل في علاه فلو استمسك المسلمون لأنتهى الأمر
فإن الملوك كانت تخشى بأس أصغر مسلم من المسلمين عندما كانت لهم هيبة برب العالمين
وكان هارون الرشيد ملك المسلمين عندما هم ملك ألمانيا أن يجتاح فرنسا واستنجد شارلمان ملك فرنسا بهارون الرشيد فأرسل هارون الرشيد إلى ملك ألمانيا رسالة فحواها "إما أن ترجع عما عزمت عليه وإلا سأرسل إليك جنداً أولهم عندك وآخرهم عندي "فاستعطفه الرجل وأرسل إليه بالهدايا وتأسف عما حدث منه لماذا ؟لأنه عرف أن هذا الرجل قوي والعالم لا يعترف إلا بالأقوياء ويهزأ بالضعفاء فلو أنك كنت قوياً لاحترمك الكل وعظَّمك وخشى بأسك وسطوتك ولو كنت ضعيفاً فإن الكل يستهتر بالضعيف
رأيتم كيف كنا والأمثلة لا تعد و لا تحصى واليوم تجد المسلمين قاعدين ليشاهدوا المسلسلات ومعاركهم الحربية هي المباريات أليست هي معاركنا الحربية الآن؟وقد علق الشيخ عبدالحميد كشك تعليقاً ساخراً على مثل هذه المعارك الكروية فقد تكلم ذات مرة في إحدى خطبه قائلاً " رأيت مظاهرة كبيرة في القاهرة تتجاوز المليون فقلت : ماذا حدث؟ هل دخلنا تل أبيب ؟ قالوا : لا . قلت : هل حررنا سيناء؟قالوا : لا قلت : ماذا حدث إذاً ؟ قالوا: الجنرال مصطفى عبده سجل هدفاً " وهذا كلام الشيخ كشك وهو حقيقة ولكن حقيقة مُرة وهو ما نحن فيه ونتيجة المقارنة متروكة لك أيها القاريْ الكريم
وبعد أن وصلنا فى تحليلنا بفضل الله إلى مكمن الداء فأننا بحاجة ماسة إلى الدواء الذى به درء هجوم الأعداء وصد ضربات الألداء ثم الإلتفاف حولهم بهجمات الأنوار الكاشفة المضادة التى تشهدهم الضلال الذى هم فيه يهيمون وبآشعة الأنوار المحمدية المخترقة التى تدخل قلوبهم و عقولهم فتزيل عنها يبس المادة وتذيب ران المادية المتسلطة على حياتهم فتستعيد أجهزتهم الروحانية قدراتها على استقبال الأنوار الإلهية وتجد لديهم إخلاصا فى الأعمال الدنيوية فترق طبائعهم وتهفو أرواحهم إلى اتباع هدى الله والسير فى نور حبيبه ومصطفاه متحققين أن فى هذا الدين السعادة الحقة الدائمة على كل حال وأنه باب الفوز فى الدنيا ويوم المآل وأن به تحصيل المسرَّات والملذات التى تتضاءل دونها كل الآمال التى عرفوها أو حتى لم يصلوها بالخيال والدواء الناجع الذى به الفوز فى هذا السجال والسلاح الذى لايقهر بحال إنما هو زاد الأوصاف و الخلال:
الأوصاف المحمدية والخلال الإيمانية واعلموا علم اليقين أن سر السعادة في الدنيا والآخرة لأي مسلم أو لأي مؤمن أو لأي أمة مسلمة أو مؤمنة هو اتباع حبيب الله ومصطفاه هذا هو مفتاح السعادة في الدنيا ومفتاح الحسنى والزيادة في الدار الآخرة وحسن اتباعه يُلزم ويَلزَم للمرء قبله وأثناءه وبعده أن يعمر قلبه بمحبته فإن محبته هي الأساس وهي بمثابة الإلتماس الذي يقدمه الخواص لرب الناس ليكرمهم الله عز وجل فينزل لهم من كنوز فضله وكرمه بعض ما خص به عباده الخواص
ولذلك فإن منزلة كل ولي وكل عبد عند الله تكون على حسب ما في قلبه من الحب لحبيب الله ومصطفاه وكلما زاد الحب زاد القرب كلما زاد النور كلما زاد البهاء والجمال في الصدور كلما وافى هذا العبد من الله عز وجل ما لا تطيقه العبارات ولا تلحقه الإشارات من أنواع الإتحافات والعطايا والإكرامات التي يتنزل بها الله على قلوب عباده الصالحين ومفتاح ذلك كله : حب حضرة النبي لأنه هو الأساس وهو النبراس لدرجة أن يغلب هذا الحب حتى يجعل الإنسان يبحث عن أي كلمة تتحدث عنه في تراجم سيرته ويسعد بالإطلاع عليها وقراءتها ويرغب أن يجلس في أي مجلس يتحدث أهل هذا المجلس عن حضرته ولا يكل اللسان ولا يمل من الصلاة عليه .
[1]عن عبد الله بن بريده عن أبيه ، سلسلة الصحيح لللألبانى .، يفرق أي يرعد و يخاف
يتبــــــــــــــــــع إن شــــــــــــــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الأحد يناير 22, 2012 9:59 am | |
| الصلاة على النبى :الكيفية و الهيئة و الأنوار لأن الله أمر المسلم أن يستزيد من الصلاة عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ}ولم يحدد عدداً لأنه كلما زدت في العدد كلما زاد الله لك من المدد ولذلك لم يحيز الله عدد صلوا عليه كم نصلي؟ما شئت قال سيدنا أبي بن كعب{ يا رسول الله كم أجعل لك من صلاتي ؟ قال :ماشئت , قال : الثلث , قال : وإن زدت فهو خير لك ، قال : الثلثين ، قال : وإن زدت فهو خير لك ، قال : إذاً أجعل لك صلاتي كلها ، قال : إذاً يكفك الله همك ويغفر لك ذنبك}[1] أي أن رسول الله أقرَّ هذا الأمر فلا مانع أن تجعل حياتك كلها صلاة على حبيب الله ومصطفاه وقد يقول قائل : بدلاً من الصلاة على رسول الله ؟ أذكر الله ولكن الصلاة على رسول الله تعتبر ذكر لله من فينا يستطيع أن يصلى على رسول الله ؟ لا يوجد فينا من يستطيع أن يصلي على رسول الله من الذي يطيق أن يصلي على رسول الله ؟ فعندما نزلت هذه الآية ذهب إليه أهل العناية وقالوا : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه ولكن كيف نصلي عليك؟قالوا: فنظرإلى الأرض وأطال حتى قلنا ليتنا لم نسأله وذلك لأنه يريد أن يأتي بصيغة تلائم الجميع ولن يحدث ذلك فأين الصيغة التي ستلائم الناس العاديين والمشتاقين والمحبين فكل واحد له مزاجه وله قدره من الحب فجاء بالصيغة التشريعية وقال : قولوا "اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد " فرسول الله عندما خرج من فيه الكيفية التي نصلي بها وهي الصلاة الإبراهيمية التي في الصلاة عندما ننظر إليها نجدها توكيلاً من العبد لمولاه ليصلي الله على قدره بذاته على حبيبه ومصطفاه لأن العبد عاجز عن هذه الصلاة فالعبد يقول : "اللهم" - يعني يا الله - وكلتك عني فصلِّ على حبيبك بما شئت وكيف شئت - لأنك على ما تشاء قدير - وأنا على هذا الأمر عاجز وضعيف إذ كيف أصلي على رسول الله ؟من الذي يصلي إذاً؟ الله هو الذي يصلى على حبيبه ومصطفاه وعندما أبدأ بـ "اللهم" فإنه ذكر لله عز وجل بأن يصلي على رسول الله بذلك فإن حقيقةالصلاة التي نصليها على رسول الله أننا نطلب من الله أن يصلي على حبيبه ومصطفاه بالهيئة والكيفية والحال التي يعلمها الله لأنها أحوال غيبية لا نستطيع بضعفنا وعجزنا أن نؤديها ولكن الله عز وجل وهو ذو الفضل العظيم يتكرم ويتحلم ويقوم بالنيابة عنا بالصلاة على حضرة حبيبه ومصطفاه وإذا كان البعض يقول أن الصلاة من الله صلة ومن الملائكة رحمة ومن الناس استغفار أو غير ذلك فإن كل هذا لم تطالبنا به الآية؟بل قال الله عز وجل عن هذه الصلاة{وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}فلا ينبغي لنا أن نسأل عن الكيفية الإلهية التي يصلي بها الله والملائكة على خير البرية لأنها أمور غيبية لم تصل إليها حتى أرواحنا إذا وصلنا بها إلى الرياض القدسية{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ }فعلينا أن نصلي على حضرته ونكل أمر هذه الصلاة وهيئتها وكيفيتها إلى حضرة الله جلَّ في علاه ونقول في شأنها{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} وهذه الصلاة لها شقان صلاة للأجر وللثواب وصلاة للمواهب من رسول الملك الوهاب فأما الصلاة التي هي للأجر والثواب فهي التي يقولها اللسان ويرجوا من وراءها حسنات وأجرعظيم عند الله عزوجل ويقولون في ذلك أعمالنا بين القبول وردها إلا الصلاة على النبي محمد أدم الصلاة على النبي محمد. فقبولها حتم بغير تردد لكن صلاة العطاء وصلاة النور والجمال والكمال والبهاء والتي ببركتها وبسببها يمتع الله قلوب الصالحين والعارفين والمتقين والأولياء بنظرة أو لمحة من خير الرسل والأنبياء لا بد وأن تكون عن محبة واستحضار لصاحب هذه الأنوار فلما يبدأ الإنسان في الصلاة عليه : عليه أن يستحضر أنه واقف بين يديه وأن الحبيب مرأي على الأقل في لوح الخيال أو خاطر في كل لحظة وهو منه على بال أويرى هيئته الشريفة وذاته المنيفة عامرة في القلب بلا ظلال فلما يستحضر هذه الحضرة ويصلي على رسول الله فإنه بدوام هذه الصلاة ترق الحجب التي تحجب القلب عن حبيب الله ومصطفاه وتنكشف الأغيار وهذه الصلاة لا بد وأن تكون على استحضار - كما قلنا - وهي صلاة الصالحين وصلاة المتقين فلا يصلون وهم في غفلة عن حضرته بل يصلون وهم يستحضرون هيئته وعظمته - على حسب أقدارهم - فمن استحضر هيئته الجسمانية وأوصافه الحسية رأى على قدره ما يستطيع تحمله من ذاته الحسية التي شرفت بها هذه الدنيا الدنية والأوصاف الحسية هي التي وصَّفها لنا الوصافون فى كتاب الشمائل وقد وصفها سيدنا الإمام على بن أبي طالب وسيدنا هند بن أبي هالة ووصفتها أم معبد عندما رأته في الهجرة وغيرهم من الأصحاب ويقول فيها سيدنا عمرو بن العاص عند وفاته لابنه عبد الله : يابني لقد عشت وما استطعت أن أملأ عيني من رسول الله من شدة هيبته لأنهم قالوا : من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه كان من يراه يهاب أن ينظر إليه فهؤلاء الأفراد المعدودون هم الذين استطاعوا أن ينعتوا وصفه الحسي ووصفه الحسي كان فيه سر معنوي لا يستطيع أن يطلع عليه إلا كل صفي وولي فقد كان كما يقولون في هيئته بين الطول والقصر لكنهم كانوا يقولون عن حالته في هيئته "ما رؤى بين قوم إلا وكان أعلاهم مهما كان طولهم " وكانوا يقولون عن هيئته أنه كان شديد العرق إذا نام ولكن عرقه ليس كعرق بقية الأنام فعن أنس فيما رواه مسلم أنه كان يقيل يوما من أيام الصيف الحارة عند السيدة أم سليم رضي الله عنها إذا به يستيقظ يوماً وهي تمسك بمناديل تجفف بها عرقه وفى رواية تمسك بقارورة – يعنى زجاجة -وجعلت تسلت العرق فيها فقال : ما هذا يا أم سليم ؟ قالت : هذه نساء الأنصار جئن وطلبن مني أن أجفف عرقك بهذه المناديل فقال : يا أم سليم سليهن ماذا يصنعن بها ؟ فذهبت ثم عادت وقالت : يا رسول الله إنهن يقلن أنهن يطيبن به طيبهن وهو أطيب الطيب - أي أن الطيب الذي ليست له رائحة نفاذة يضعن فيه قطرات من عرق سيد السادات فيصير طيباً نفاذاً يملأ كافة الأرجاء والجهات وجاء مرة رجل من الأنصار وقال : يا رسول الله أريد أن أجهز ابنتي وليس عندي شيء فقال : يا بلال هل عندكم شيء ؟ وكان خازن بيت المال فقال: يا رسول الله ليس عندنا شيء الآن فقال :يا هذا ائتني بقارورة فجاءه بها وتقول الرواية : فأخذ يسلت من عرقه ويضع فيها حتى ملأها وقال له جهز ابنتك بهذه فأخذها الرجل وأعطاها لابنته فما كان من زوجها إلاأنه فتح حانوتاً واشتغل عطاراً وسمى حانوته " بيت المطيبين "وأخذ يصنع العطور من هذه الزجاجة إلى ما شاء الله عز وجل من عرق رسول الله وهذه هي الحالة التي سنبلغ جزءاً منها في الجنة لأنهم عندما قال :إن أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتنخمون ولا يهرمون ولكن شباب دائم فقالوا: يا رسول الله كيف تخرج فضلاتهم ؟فقال : رشحات عرق رائحتها كرائحة المسك وذلك هناك في الجنة لكنها كانت هنا مع رسول الله في الدنيا أي كان وهو هنا في الجنة العالية هذا بالجسم فأجسامنا تكونت من عناصر الأرض لها ظل ولها وزن ولها ثقل ولا يوجد من عناصر الأرض ما ليس له ظل إلا البلورات التي دخلت الفرن الحراري فصارت نوراً ليس له ظل وكان لا يقف الذباب عليه - حتى يهشه - ولا يستطيع البعوض أن يقترب منه ليلدغه أو يلسعه أو يأخذ من دمه لأن الله عز وجل حفظه بحفظه وصانه بصيانته له عين : لكن ليست كبقية الأعين فإن عينه كان يرى بها من خلفه كما يرى بها من أمامه وكان يقول لأصحابه في صلاته بعد أن ينتهي منها : يا فلان أنت كذا ويا فلان أنت عملت كذا فيقولون يا رسول الله كيف رأيتنا وأنت في الصلاة ؟ فيقول إني أرى من خلفي كما أرى من في الأمام وبعض قصار النظر ظنُّوا أنه يرى من خلفه في الصف فقط لكنه يرى من خلفه إلى قبل آدم لأنه حدث عن هذا كله عن أنبياء الله وأممهم وأحوالهم لأنه رأى كل من خلفه إلى قبل القبل ويرى من أمامه إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النارالنار ولذلك حدَّث بما يدور وسيدور في الكون إلى يوم القرار ثم حدث عن يوم العرض وحدث عما يدور في الجنة وعما يحدث في النار حدث عن ذلك كله وكان يقول : إني أرى عرض الجنة في هذا الحائط هذا البصر كان يحد به النظر فيرى أهل السموات وأهل العوالم العلويات ويطالع به سقف الغيوب ولذلك يقول على سبيل المثال لا الحصر : أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد لله عزوجل قرأ ذلك بعينه فهذه العين ليست كأعيننا وإنما هي عين يقول فيها خالقها وباريها : "كنت بصره الذي يبصر به" ويقول له الله : "أبصر به وأسمع" فهو يبصر بالله ويسمع بالله ولذلك كان سمعه يسمع تسبيحات الكائنات ويسمع أصوات سكان الجنات ويسمع تسبيح كل ما على الأرض حتى الجمادات وكان يمسك في يديه الحصى فيسبح ويسمعه لمن حوله فيضعه في يد الصديق فيسبح ويسمعه من حوله فيضعه في يد الفاروق فيسبح ويسمعه من حوله فيضعه في يد عثمان فيسبح ويسمعه من حوله فيضعه في يد الإمام علي فيسبح ويسمعه من حوله فإذا أخذه غيرهم لايسمعون له صوتاً ولا حسيساً وقد ورد عنه أنه عندما كان يجلس للطعام كانوا يرون بأعينهم التمرات وهي تتسابق لتكون في يده لتفوز بأن تكون في جسد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام هذا الجسد كان صاحبه إذا وضع يده على شعرات يبيض شعر الرأس كله إلا موضع أصابع سيد السادات فإذا حدث ومرض رجل أو امرأة أو مرض لهم حتى حيوان يذهبون إلى رأس الرجل الذي فيه موضع يد النبي ويضعون أصابعهم موضع أصابع النبي ثم يضعونها على المريض فيشفى بإذن الله هذا الجسد الذي يفعل بالله وهذا النور الرباني كان إذا أراد أن يقضي حاجته أبتعد ويستتر وراء الأشجار أو يأمر الأشجار فتمشى وتنضم وتستره أو الأحجار فيذهبون بعد رجوعه يبحثون فلا يجدون شيئاً فيدرك ما بهم فيقول "إنما الأرض ابتلعته" لكن بعد ذلك كله نقول: دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم لانقول إلا أنه عبد لله لكن أكرمه الله عبد لله أكرمه مولاه عبد لله أفاض عليه من جميل فيوضاته مولاه عبد لله تولاه برعايته وعنايته مولاه فهو عبد لله لكن الله تولاه وقال في شأنه في كتاب الله قل لهم{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} وإن قال بعض قصار النظر إن الله قال له{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ}نقول له : أكمل الآية{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}أي أنا وأنا بمفردي كجميعكم من بدء البدء إلى نهاية النهايات ويؤيد ذلك ما أثبتته السيرة بالأحاديث الجليات حيث قال عندما كان في طفولته عند مرضعته حليمة السعدية وجاءه رهط من الملائكة وأضجعوه وشقوا بطنه وأخرجوا حظ الشيطان من قلبه ثم قالوا : زنوه بعشرة من أمته قال : فوزنوني فرجحتهم قالوا : زنوه بمائة من أمته قال: فوزنوني فرجحتهم قالوا: زنوه بألف من أمته قال :فوزنوني فرجحتهم قالوا : زنوه بعشرة آلاف من أمته قال: فوزنوني فرجحتهم قالوا: دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحها(وهو حديث صحيح مشهور بروايات عدة) وإذا كان رجل من أمته يقول فيه(رواه البيهقى عن عمربن الخطاب) {لَوْ وُزِنَ إيمانُ الأمَّةِ وإيمانُ أبي بكْر ٍلَرَجَحَتْ كفَّةُ أبي بكر}فما بالكم بمن هو سر إيمان أبي بكر والسبب في منزلة أبي بكر فالمثلية هنا أي انه مثلنا أجمعين ويزيد عن ذلك بما تفضل عليه رب العالمين لأن الله أعطاه ما لم يعطِ أحداً من الخلق أجمعين وقال في شأنه في كتابه المبين{وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} ففضل الله العظيم على سيد الأولين والآخرين لا يستطيع أحد نعته ولا عدَّه فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم من الذي يستطيع أن يبيِّن أو يعدَّ ولذلك ورد أن أحد الأئمة سأله أحد تلاميذه فقال:ياسيدي أراك أكثرت في قصائدك من الثناء على حضرة الله فلم لم تثنِ على الحبيب المصطفى ؟ فأجابه وقال : أرى كل مدح في النبي مقصراً وإن بالغ المثني عليه وأكثرا إذا كان الله أثنى عليه بما هو أهله فما مقدار ما يمدح الورى من الذي يستطيع أن يمدح رسول الله ويثني عليه بعد أن أثنى عليه مولاه وعمَّم ثناءه في كتاب الله وجعله هو المدار الذي يدور عليه حديث الله في كتابه جلَّ في علاه ونذكر آية واحدة من مديح الله له فى كتابه مدحه فيها بكلِّ المديح أو نسب خلقه لذاته فخاطبه وقال له{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}أما الأنبياء كلهم فقد مدح كل نبيى بخلق واحد فقال :لإبراهيم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} خُلق الوفاء واسماعيل {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} خلق الصدق ونوح { إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً } خلق الشكر [1] رواه الألبانى فى صحيح الترغيب و مشكاة المصابيح . يتبـــــــــــــــع إن شـــــــــــــــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الإثنين يناير 23, 2012 7:25 am | |
| [size=25] رؤية النبى صلى الله عليه و سلم فلابد للمؤمن الذي يريد أن يكون في معية الصالحين ومن أهل الصفوة والصدق واليقين وأن يتمتع بعطايا المحبوبين أن يستحضر حالته وأن يستحضر في باطنه هيئته حتى ولو هذه الهيئة الظاهرة لأن استحضار النبي في القلوب يحجب عنها العيوب ويجعل الإنسان يطالع حضرته من سجف الغيوب فيراه وهو الذي يقول{من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي}[1] فإذا أكرمه الله جلَّ في علاه وألاح له شذرات من الجمال الرباني الروحاني لحبيب الله ومصطفاه فتعلق بهذه الذات العلية النورانية فإنه يرى الحبيب على هيئة لا تشابهها هيئة كونية وهذه بداية الوصول لمن أراد أن يكون مراداً للذات العلية{قَدْ جَاءكُم مِّنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}ولو كان النور هو الكتاب لقال الله " قد جاءكم من الله نور كتاب مبين "لكن الواو تقتضي المغايرة وذلك في اللغة أن ما قبلها غير ما بعدها فلو أني قلت جاء محمد وإبراهيم إذاً محمد غير إبراهيم لكن لو قلت جاء محمد إبراهيم لكان محمد إبراهيم شخص واحد فلما قال الله : قد جاءكم من الله نور وهو هذا النور وكتاب مبين والكتاب المبين كذلك نور لكن في آية أخرى{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}والله نور{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فالله نور والقرآن نور والحبيب نورولقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس{اللهم اجعل فى قلبى نوراً واجعل في لسانىنورا واجعل فى سمعى نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل خلفي نورا وأمامي نوراً واجعل من فوقى نوراً ومن تحتى نورا اللهم و اعظم لى نوراً}وفى رواية{واجعلني كلي نوراً} نوراً أعظم والله عز وجل وعده بالإجابة فلما قال : واجعلني كلي نوراً جعله الله عز وجل كله نوراً لأنه نور الله الدال بالله على حضرة الله جلَّ وعلا حتى قال :أعطى الله يوسف شطر الحسن - شطر حسن من ؟ شطر حسن رسول الله لأن الله أعطى الحسن كله لرسول الله الحسن الجسماني والحسن النوراني والحسن الرباني وأعطى يوسف الحسن الجسماني فأخذ النصف لكن رسول الله أخذ الحسن الجسماني والنوراني والرباني فهو الحسن كله صلوات ربي وتسليماته عليه ومن شدة حسنه لا يراه إلا من أذن الله عز وجل له في شهود نوره فقال في الكافرين به{وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}لا يبصرون النور المكنون الذي أودعه فيه الحي القيوم عز وجل فلا بد لمن أراد أن يكون من عباد الله الصالحين والمقربين أن يستحضر الحبيب المصطفى في كل وقت وفي كل حين كلما أراد أن يصنع صنيعاً أو يعمل عملاً لابد لكى يحوز القبول من الله أن يؤديه كما كان يؤديه رسول الله فيستحضر كيف كان رسول الله يؤديه ؟ فإذا أراد أن يصلى فالحديث المشهور محفوظ {صلٌّوا كما رأيتموني أصَلِّي} ومن الناس من يقرأ في السنن لكي يعرف كيف كان يصلي ومنهم من يزيد على ذلك فيقرأ في السنن ثم يزيد في الاستحضار فيكرمه الله فيرى هيئته وهو يصلي فيصلي كما كان يصلي عن حضور وليس عن استحضار ومنهم من ينظر في الصحف والكتب ليعلم كيف كان يتوضأومنهم من يزيد اشتياقه ويقوى هيامه وغرامه وهو يقرأ كيف كان النبي يتوضأ فيرق الحجاب ويأخذه الله عز وجل إلى هذا الجناب فكأنه يراه أمام عينيه رأى العين النبي وهو يتوضأ وأصحابه يصبون عليه الماء فيتوضأ كما كان يتوضأ صلوات ربي وتسليماته عليه وليس راءٍ كمن سمع وكان على هذا الحال ما لا يسعنا الوقت من ذكرهم من الرجال من بدء دعوته إلى يومنا هذا فمنهم من كان يعرض عليه مناماً فأحوال الرجال أهل الكمال من هذا الباب من العطاء والنوال استحضروا رسول الله في قلوبهم وأحبوه بكل سويدائهم فجذبتهم العناية إلى حبيبهم فمنه نالوا مشروبهم وبه نالوا مطلوبهم وبه قاموا إلى كل حوائجهم وأحوالهم ، وصاروا به رجالاً. إن السلاح الفعال يا إخواني الذي انتشر به الإسلام لجميع الأنام ويحتاج لتكاتف كل أهل الإسلام هو القيم والأخلاق الإسلامية والحبيب لخص دعوته فقال(أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[2]ومكارم الأخلاق هي أن كل مسلم في عصره أو بعد عصره كان يعتبر نفسه من نفسه رقيباً عليها يحاول أن يراقب مثل الإدارات الحكومية كمباحث التموين المباحث العامة مكافحة المخدرات وكان المسلم في العصر الأول يعتبر نفسه موظفا في الحضرة الإلهية فيراقب أخلاق المحيطين به من البرية وينبههم عند أي أخطاء سلوكية ولما توارت هذه الرقابة الإسلامية وأصبح كل مؤمن يقول:"أنا مالي" ، " ليس لي شأن " هذه العادة ليست فيَّ فليس لي شأن بها " وعندها ضاعت القيم والأخلاق فحدث تحلل وتفسخ في مجتمع المؤمنين فانحدرت الأمور إلى ما نراه الآن لكنهم لم يكونوا كذلك فقد كان قائلهم يقول"أخذ علينا العهد من رسول الله أن ننصح لكل مسلم " لأن النبي قال لنا جميعاً(الدين النصيحة )فإذا رأيت من يغش أنصحه بالطريقة الصحيحة لا بالفظاظة ولا بالغلظة ولا على الملأ أنصحه بيني وبينه {الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم}[3]فعندما كان يرى أي مسلم أي نفر من المسلمين على غير الجادة في خلق من الدين كان يحذره أو ينهاه أو ينصحه على حسب الحالة التي يراها فكانوا كلهم أطباء رحماء نصحاء لجميع الأنام الآن الناصح الأمين يقول: لا شأن لي والمنصوح يقول: ليس لك شأن فدين خلى من النصيحة لابد أن تنتهي القيم التي فيه وكأنها ذبحت بالكلية ورسول الله قد جدد المعالم واضحة و قال{لا إيمان لمن لا أمانة له}[4] ويا ليتنا نحدث بالمثل التي تحدث في عصرنا من أجل أولادنا وشبابنا فكما ننشر صفحة للحوادث كذلك ننشر صفحة لأهل الفضائل فالإنسان الذي يجد أمانة ثم يبحث عن صاحبها ليردها إليه فإننا نعتبر هذا العمل في زماننا عملاً شاذاً ونريد أن نرصد له مكافآت وإعلانات لأنه رد الأمانة لصاحبها في حين أن هذا من المفروض أن يكون عمل أي مسلم والرسول حدد معالم المسلم وقال " لا إيمان لمن لا أمانة له " إن كانت هذه الأمانة في الكلمة أو في الوعد أو في العهد أو في العقد أو في أمر من الأمور فهو حديث جامع{لا إيمان لمن لا أمانة له} أين أمانة الكلمة؟السيدة أم سليم عندما هاجر النبي إلى المدينة كانت قد نذرت أنها إذا رزقها الله بولد يكن خادماً للكعبةفهاجر النبي وأسلمت ورزقها الله بأنس وكان قد بلغ من العمر سبع سنين وجاءت به لرسول الله وقالت : يا رسول الله قد كنت نذرت قبل الإسلام إذا رزقني الله بولد أن يكون خادماً للكعبة أما الآن فهو خادمك فأرسله النبي لقضاء حاجة فقابلته أمه وقالت: إلى أين أنت ذاهب يا أنس؟قال: لأقضي حاجة لرسول الله ، فسألته: ما هذه الحاجة؟قال: ما كنت لأفشي سر رسول الله طفل عمره سبع سنين ويقول هذا الكلام أليست هذه هي التربية المحمدية فاحتضنته أمه وقالت له: هكذا فكن ولم تضربه كما يحدث هذه الأيام وتقول :إذا لم تبلغني فلا أنت ابني ولا أعرفك فالنساء مع الأسف في هذا الزمان تعرف الأخبار من الأطفال الصغيرة لأنها شهوات النفوس أين الصاحب الآن الذي سيسمع كلمة ولا يذيعها في هذا العصر؟أليست هذه أمانة قال النبى{إذا حدث الرجل بالحديث ثمَّ التفت فهى أمانة}[5]يعني لو التفت الصاحب ليرى إن كان يسمعهم أحد فهذا الحديث أمانة ولا تصح إذاعته حتى ولو كان في التليفون أين نحن من ذلك الآن؟إنها الرجال التي رباها المصطفى إن صدور الأحرار قبور الأسرار فالكلمة التي دخلت لا تخرج لأى أحد حتى ولو كانت زوجته لأن السر إذا تجاوز اثنين فشى وانتشر هذه هي الأخلاق الإسلامية فإذا حدث أخ أخاه بحديث ونشره هنا يكون قد خان الأمانة وإذا استشار أخاه في موضوع ثم فضحه فقد خان الأمانة . [1] عن أبى هريرة رواه البخارى و مسلم و أبو داوود . [2] أخرجه الألبانى فى سلاسل الصحيح .، و فى رواية " صالح الأخلاق " . [3] عن تميم الدارى ، رواه الترمذى و مسلم ، و فى روايات :" إن الدين النصيحة "،" رأس الدين النصيحة ..." . [4] عن أنس ، فى أمثال المواردى . [5] عن جابر بن عبدالله ، فى صحيح الجامع . يتبـــــــــــــع إن شــــــــــــاء الله [/size] | |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الأربعاء يناير 25, 2012 10:02 am | |
| سحر الأخلاق العالية
والرجل الذي حكم عليه عمر بن الخطاب بالقتل لأنه قتل نفساً واعترف والاعتراف سيد الأدلة ولما حان تنفيذ الحكم تذكر الرجل وقال لأمير المؤمنين : إن لى صبية صغار في البادية وقد تركت لهم وديعة لا يعلم بها أحد غيري فاتركني حتى أذهب إليهم وأعلمهم بالوديعة ثم أرجع إليك فقال : من يضمنك؟ فتفرس الرجل في وجوه القوم ونظر لسيدنا أبو ذر وقال : هذا يضمنني فقال عمر : هل تضمنه ؟ قال : نعم ، قال : على أنه إذا لم يعد تقتل مكانه قال : على أنه إذا لم يعد أقتل مكانه قال : كم يكفيك يا رجل؟ قال : ثلاثة أيام وذهب الرجل وفي اليوم الثالث انتظروا مشفقين على مصير أبي ذر وإذا بهم بعد العصر يرون أسودة يعني شبحاً أسوداً يجري فقالوا : انتظروا حتى نرى هذه الأسودة لعله هو وإذا بالرجل يأتي وهو يلهث مع أنه سيحكم عليه بالقتل فتعجب الحاضرون وقال له عمر : ما الذي دعاك للحضور بعد أن أفلّت من القتل؟قال: حتى لا يضيع الوفاء بين الناس
فطالما وعدت يجب أن توفي فإذا قلت لأحد : سأحضر إليك اليوم في الساعة الخامسة فيجب أن تلتزم بذلك وإذا لم تذهب وجب عليك الاعتذار قبلها بساعتين أو بثلاثة لكي لا ينتظرك أحد وإذا صادف في هذا اليوم أنه قد حدثت لك ظروف معينة ولم تستطع الاعتذار عليك أن تعتذر بعدها وتخبره : أنا لم أحضر بسبب كذا ولا تتركه معلق هذا هو حكم الإسلام الذي حكم به نبي الإسلام وتشريع الإسلام وقرآن الإسلام ورب الإسلام
فقال عمر, لأبي ذر : أكنت تعرفه ؟ قال : لا قال : فلم ضمنته وأنت لا تعرفه ؟ قال : حتى لا تضيع المروءة بين الناس أي ليظل خلق المروءة موجودا فقال أهل القتيل : عفونا عنه حتى لا يضيع العفو بين الناس
وكم فى هذة القصة المشهورة من الدروس والآيات والعبر إنه سحر الأخلاق العالية ولكنا حتى نسأل : أين من يشكر من أسدى إليه نعمة ؟ والشكر سهل ويسير قال النبى{منْ صنعَ إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه}[1]
<blockquote> لكن الإنسان في هذا الزمان يصنع المعروف ولا يُشكر بل على العكس من ذلك يتنكر لمن صنع معه المعروف على الأقل عليه أن يقول لمن صنع له معروفاً :"بارك الله فيك "أو" جزاك الله عني خير الجزاء " وأشجِّعه على هذا العمل لكي يعمله مع غيري{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وكما رأينا فى القصة السابقة كيف سرى خلق المروءة من أبى ذر فحول القاتل إلى صدوق وفىِّ يقدم بنفسه مسرعاً لتقطع عنقه فسرى الخُلقان ( المروءة و الوفاء) فى نفوس أهل القتيل فبرَّد حرَّها و حوله إلى سلام وسماحة أثمرت عفوا فى التوِّ والحال إنه سحر الأخلاق العالية تسري من نفس إلى أخرى فتؤثر فيها وتشجِّعها وتستحثَّها فالواجب أن نشجِّع أهل الإحسان لكي يحسِّنوا ويجوِّدوا ويتقنوا حتى تعمَّ أخلاقهم وتسود .. </blockquote> في السوبر ماركت عندنا جبن رومي وجبنة بيضاء وغيرها إلى خمسين صنف وجميع أنواع البضاعة لكن أين المروءة؟هل هي في الصدور؟نحن نريدها في المنظور أين الصدق؟أين الشهامة ؟أين المروءة بين أولادنا والذين يرون السيدات الحوامل أو التي تحمل طفلاً على يديها ولا يقوم ويجلسها أو رجل شيخ كبير متى تأتيه المروءة؟فإذا كان شاباً ويفتقد المروءة متى إذا تأتيه المروءة ؟ فهذه هي بضاعة الإسلام التي يصنعها رجال الإسلام وهي ما يصدرونها لجميع الأنام والتي بها دخل الناس في دين الله أفواجاً وليس بالصواريخ ولا سفن الفضاء ولابالمحاصيل الزراعية ولابالمخترعات الصناعية ولا بالأشياء العصرية ولكن بالبضاعة القرآنية الصدق اليقين الأمانة المروءة الشهامة الكرم وغيرها من الأخلاق العالية وهي ما مدح الله بها الأنصار وقال{يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
وهذه هي أوصافهم التي مدحهم بها الله كلها ناتجة عن الحب يحبون من هاجر إليهم وهو رسول الله هذا الحب هو الذي أوجد{وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}هذا ما مدح به الله أنصار دين الله وأنصار حبيب الله ومصطفاه وأنصار كتاب الله جلَّ في علاه
هل نستطيع أن نصنِّع هذه البضاعة؟ فهذه البضاعة هي التي ستنشر الدين في الخافقين فالغربيون لا يحتاجون منا المصاحف لأن هم إما الذين يطبعون لنا المصاحف بمطابعهم أو يصدرون لنا آلات الطباعة وكذلك لا يحتاجون كتبا لتفسير القرآن ولكنهم يحتاجون لمثل هذه البضاعة التي تكلمنا عنها فهم يريدون أناسا عندهم صدق وأمانة ومروءة وشهامة{رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
فهذه البضاعة هي التي ستجذبهم لدين الله أفواجاً فهم لا يريدون طلقاء اللسان أو شرائط الكاسيت أو من يلبسون بدل هيلد أو جلابيباً من الكشمير لكن يريدون منا أن نلبس العفو ونلبس الصفح ونلبس الكرم ونلبس الجود ونلبس هذه الأخلاق الإلهية فإذا لبسناها ونشرناها أتى الفتح و دخل الناس فى دين الله أفواجا{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
أن الحبيب المصطفى قد رسم بنفسه وبفعله وبقوله لنا ولمن قبلنا ولمن بعدنا من المسلمين أُسس وكيفية دعوة الكافرين والمشركين إلى هذا الدين :
1- أمرنا ألا نعلن عليهم الحرب من البداية .
2- بل أمرنا أن نبدأ أولا بدعوتهم إلى هذا الدين نشرح لهم تعاليم الإسلام ونبيِّن لهم جمال القرآن ونوضح لهم صفات النبي العدنان وذلك بقولنا وفعلنا وأخلاقنا بأن نكون جميعا أسوة طيبة وقدوة حسنة من هذا النبي الكريم .
3- فإذا استجابوا لدعوتنا ، فبها ونعمت ، وإن لم يستجيبوا دعوناهم إلى الجزية .
4- فإن أبوا ورفضوا وكابروا ، وأصروا على الحرب فهنا نعلن عليهم الحرب .
5- وحتى فى الحرب فحقوق الإنسان محفوظة و التوجيهات النبوية قد سبقت حميع التشريعات الحديثة فى مراعاة حقوق الأفراد والأقليات والمجتمعات
وتفصيل هذا يحتاج إلى محاضرات ولكنى أذكر واقعة واحدة قصيرة وجامعة ففي إحدى المعارك رأى النبى إمرأة من الأعداء بين الصفوف صريعة مجندلة فغضب وقال: لا تقتلوا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا صبياً ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تحرقوا زرعاً ولا نخلاً ولا تحاربوا قوماً جلسوا في الصوامع يعبدون الله هذه هي تعاليم نبيكم الكريم الرؤف الرحيم حتى تحت دخان المدافع الحقوق محفوظة .
6- فإن تبدلت الأحوال وجنحوا للسلم فقد قال لنا الله{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}
ولما علم الكافرون بنود هذا الدستور وتأكدوا أن الرسول أرسى أسسه وأن المسلمين لم يتهاونوا فى تنفيذها طالبوهم بحقوقهم فقد روى أنه في عصر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز أرسل قائده قتيبة بن مسلم الباهلي ليفتح جنوب روسيا الآن " سمر قند "فدخلها فاتحاً ولكن قبل أن يدعوا أهلها إلى دين الله وبعد أن دخل هو وجيشه المدينة إذا وأهل البلدة يقدمون مظلمة إلى قاضي المسلمين الذي معه وتحت إمرته والذي عيَّنه الخليفة ليكون في حملته فحكم القاضي على القائد أن يخرج من المدينة هو وجنده ثم ينفذ سنة رسول الله فيدعوهم أولا إلى الإيمان فإن أبوا فالجزية فإن أبوا فالحرب فلما امتثل القائد لأمر القاضي وأمر جنده أن يخرجوا من المدينة احتراماً للقضاء في الإسلام فما كان من أهل البلدة إلا أن أعلنوا دخولهم في الإسلام أجمعين ، لأنهم انبهروا بالعدالة التي جعلها الله في هذا الدين
أما الجزية فى الإسلام فهى مبلغ مقدور عليه يدفعه غير المسلمين الذين يعشون فى ديار الإسلام لبيت مال المسلمين مقابل أن يقاتل جند الإسلام عنهم ويدفعوا عنهم صولة عدوهم فهم يجلسون فى بيوتهم مرتاحين والذي يدافع عنهم أمام كل عدو لهم جند الموحدين جيش الإسلام
واسمع للعجب فقد ورد أن أبو عبيدة بن الجراح لما دخل مدينة حمص في بلاد الشام وكان أهلها قد ارتضوا على دفع الجزية وعندما علم أبو عبيدة أن الروم جاءوا بجيش قوامه ستمائة ألف ويحتاج ذلك أن يجمع صفوف المسلمين في بلاد الشام أجمعين في مكان واحد وهو اليرموك ولا يستطيع أن يترك حامية تدافع عن البلدة فاستدعى زعمائها قال لهم : هذه جزيتكم وسلَّمها لهم وقال : لقد أخذناها منكم لندافع عنكم والآن لا أستطيع أن أدافع عنكم فخذوا جزيتكم وادفعوا عن أنفسكم فقالوا : لا نريد غيركم قال: إن الروم على دينكم قالوا: لا نريدهم فقد وجدنا معكم العدل والسماحة والمساواة التى لم نعهدها عندهم فلما أصرَّ على رأيه أخذوا في الدعاء للمسلمين قائلين : نصركم الله وردكم إلينا هزمهم الله ودحرهم وأخذوا يبتهلون إلى الله أن ينتصر المسلمين ويرجعوا إليهم لما وجدوا من عدلهم وسماحتهم وتمسكهم بأخلاق الله وكتاب الله وسنة حبيب الله ومصطفاه
[1]عن عبد الله بن عمرو ، صحيح أبى داوود .وأوله " من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه "
يتبــــــع إن شـــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله السبت فبراير 04, 2012 10:32 pm | |
| وسائل التعامل مع غير المسلمين الأسوة الحسنة
إن نبيينا الكريم الذي وصفه ربه بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم لم يترك أمراً من أمور المسلمين حدث أو سيحدث إلا وبين لهم فيه ما ينبغي فعله وما يجب تركه وماهى السنة العظيمة التي ينبغى عليهم الإقتداء بها في هديه لأنه كما قال الله عز وجل لنا في شأنه في كل أحواله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الأخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}
وقد كان حوله ومعه أعداء من كافة الاتجاهات فكان المشركون والكافرون وكان اليهود والنصارى وكان المجوس منهم الضعفاء ومنهم الأقوياء وقد وضع لنا السنَّة الحميدة في معاملة كل هؤلاء لأنه أرسله ربه رحمة للخلق أجمعين فلم يكن بقوله منفراً ولا بفعله يرجوا ممن حوله إلا أن يلتفوا حوله ويحسنوا إتباعه ويتأسوا بهديه لأنه رحمة مهداه ونعمة مسداة لجميع خلق الله وقد وصف الله عز وجل هذا الرجل العظيم الكريم في قرآنه الكريم وفى كتبه السابقة على ألسنة رسله السابقين ففي القرآن قال في شأنه{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
وفى الكتب السماوية السابقة فهو موصوف بذلك فقد ورد في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال{ مكتوب في التوراة : النبي الذي يأتى من بعدي اسمه أحمد ليس بفظٍّ ولا غليظ القلب ولا صخَّاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح }
لايزيده جهل الجاهل إلا حلما ولذلك ورد أنه عرض عليه رجل من أثرياء اليهود أن يقرضه كماً من التمر إلى حين في حاجة شديدة تبصرها هذا اليهودي أحاطت بالنبي ومن معه من المؤمنين فأخذ منه النبي هذا التمر وجاء هذا الرجل قبل انقضاء المدة وقبل انتهاء المهلة والنبي بين أصحابه وفي عزة ممن حوله من جنده وأمسك بتلابيبه وهزّه هزّاً عنيفاً وقال : إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل أي مماطلون لا تدفعون الحقوق فأخذت النخوة عمر بن الخطاب وكان سريع الإثارة فأمسك بسيفه وقال : يا نبي الله دعني أقطع عنق هذا الكافر فما كان من الحبيب الشفيق الرفيق إلا أن قال : مه يا عمر يعني إنتظر يا عمر كلانا كان أولى بغير هذا منك تأمره بحسن المطالبة وتأمرني بحسن الأداء يا عمر خذه وأعطه حقه وزده صاعين من عندنا جزاء ما روعته
أمره أن يزيده صاعين أي قفتين كبيرتين لأنه أخافه وهمَّ بقتله وبلغ الخوف منه مبلغه فأخذه عمر ودخل إلى بيت المال ليعطيه ماله من تمر فقال: يا عمر تدرى لم صنعت هذا؟قال : لا . قال : لأني اختبرت أوصاف النبي التي ذكرت عندنا في التوراة ولم يبقى إلا خلق واحد منها أردت أن أتحقق منه قال : ما هو؟قال : عندنا في التوراه أنه لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلماً كلما زاد عليه الجهلاء في جهلهم زاد في حلمه لأنه على أخلاق ربه عز وجل وقد تحققت اليوم يا عمر من هذا الخلق وأشهدك بأنه نبي الله وشهد الرجل للحبيب بالرسالة ولله بالوحدانية وأسلم لأنه تحقق من أخلاق نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
أما معاملته للمشركين والكافرين فقد ورد أنه كان في إحدى غزواته وعندما حانت الظهيرة أنزلت السماء الأمطار فبللت ثيابه فأمر الجيش أن يتفرقوا ليستريحوا من عناء السفر واختار شجرة لينام تحتها وخلع ثيابه ونشرها على فروعها ولم يكن له حرَّاس لأن الله قال له وهو عليم بشأنه{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}فالله سيكفيه بفضله وقوته كل المستهزئين الأولين والآخرين وقال في شأن حرَّاسه{وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}فلما نزلت هذه الآية أمر الحرَّاس أن يتفرقوا عنه اكتفاءا بحراسة الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ونام النبي تحت الشجرة متوسداً يده اليمنى أي جعلها وسادة له وعلق سيفه وثيابه على أغصان الشجرة فنظر رجل من الكافرين إلى النبي من أعلى قمة من الجبال المحيطة بالموقع فوجده وحيدا فريدا فقال هذه فرصه أنزل إلى محمد وأقضي عليه وأخلص العرب جميعاً من شره ونزل إليه وأمسك السيف وكان العرب مع جاهليتهم عندهم نخوة وشجاعة كان عيباً على أي رجل منهم أن يأخذ خصمه على غرة لا بد أن يقاتله وجهاً لوجه فأيقظ النبي وقال له : يا محمد وهو يهز السيف في يده من يمنعك مني ؟فقال: اللــــه ونطقها بالمد الطويل وإذا بأعضاء الرجل تيبس ويده تسكن والسيف يسقط من يده فأمسكه النبي وقال له : ومن يمنعك مني الآن ؟قال :حلمك وعفوك وكرمك قال :عفوت عنك فذهب الرجل إلى قومه وقال:يا قوم لقد جئتكم من عند أحلم الناس وأصفح الناس وأعفى الناس يا قوم آمنوا به فإني لم أجد على أخلاقه ولا على وصفه ، صلوات ربي وتسليماته عليه.
كان كما قال الله في شأنه{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}هذا كان خلق النبي مع سائر الكافرين وأنتم تعلمون أنه عندما دخل مكة فاتحاً كتب أبد الآبدين في ألواح الأقدار وفي تاريخ الدهور والأمم هذه الرسالة الخالدة التي أرسلها للخلق أجمعين عندما تمكن من شانئيه ومحاربيه ومقاتليه وقال لهم :ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لأخوته{لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
ووسط الشدة الشديدة التي كانوا يحاربونه من أجلها أصابهم ضنك شديد وشحَّت عليهم السماء بالماء وحدث لهم اختناق من قلة الأقوات فأرسلوا إليه وقالوا : يا محمد ننشدك الرحم فأرسل إليهم وهم محاربوه نفراً من أصحابه معهم خمسمائة دينار من ذهب ومعهم قافلة من الأقوات ليغيثهم بها يرجوا أن يتألفهم لدين الله ويرجوا أن يستميلهم بها إلى كتاب الله ويرجوا أن يأخذهم بها إلى هدي الله لأن هذا كان دأبه مع الخلق أجمعين فهو يدعوا الجميع إلى كتاب الله وإلى دين الله وإلى هدي الله فيتخلق بالأخلاق الكريمة التي خلقه بها الله جل في علاه
أما لو أعلن الحرب عليهم أجمعين فإنهم لن يسمعوا منه كلاما قليلاً ولا كثيرا والنفوس دأبت على العصبية وستمنعها العصبية من قبول الحق مع أنه حق ومن تصديق الصدق مع أنه صدق لأن هذا دأب النفوس عند العصبية والإسلام جاء لإجتزاز العصبية الجاهلية ودعوة الخلق أجمعين إلى هذه الديانة الإسلامية ولا تكون إلا بإظهار جمال الإسلام وكمال تعاليم القرآن وأخلاق النبي العدنان وهذه البداية الحقيقية لعلم الإعلام
فنحن المسلمون مكلفون الآن برسالة نبلغها للخلق أجمعين أن نعرفهم بهذا النبي وأخلاقه وكتابه ودينه فإن كذبوا بعد العلم فلنا موقف آخر أما إذا قصرَّنا فحاربونا عن جهالة فلا نردها بمثلها بل ننتهز الفرصة لنعلّمهم سماحة الإسلام وحكمته وهديه ورحمتة لجميع الأنام و هذا يدعونا لبيان بعض الرسائل والوسائل الإعلامية فى العهود الأول
1- دستور إعلامى إلهى : ممنوع السباب
وهو قول الله تعالى في القرآن لجميع المسلمين والمؤمنين في كل زمان ومكان{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ}لا تسبوا الذين لا يعلمون عن دينكم شيئاً فتضطرونهم إلى سبابكم وإلى هجومكم وإلى مخاصمتكم وهم لا يعلمون عن دينكم قليلا ولا كثيرا لكن أعلموهم ما تستطيعون تعليمه لهم في وسائل الإعلام من الأخلاق والتعاملات أو من أي أمر بلا سباب و لا تهجم .
2-منشور إعلامى نبوى: فى ديننا فسحة وقد نفذَّ الرسول هذا عمليَّا و إعلاميَّا و منها كمثال ما قاله لأصحابه عندما جاوروا اليهود فى المدينة وأمر بأن يكون له وللمسلمين عيدان وقالوا : أنلهو ونلعب يا رسول الله ؟وعندم سمح للأحباش أن يلعبوا فى المسجد بحرابهم وسمح لعائشة مستترة أن تشهدهم فقال تعليما للمسلمين و إعلاما(بدايات علم الإعلام)لغيرهم(ليعلم اليهود أن فى ديننا فسحة إنى أرسلت بحنيفية سمحة) وفى رواية( حتى تعلم اليهود و النصارى) رسالة إعلامية تتخطى الحدود لتصل لى النصارى يعني فيه وقت للمزاح وفيه وقت للهو البرئ فلا بد أن نعلِّمهم أولاً تعاليم دين الإسلام ثم نناصب من ناصبنا العداء والله يتولى بنصره عباده المؤمنين لأنه قال في قرآنه{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}
3-وفى الحرب : الرحمة أولا
وفى الحرب بينما كان النبى منشغلا بغزوة حنين وفجأة تخلَّى عنه أصحابه لبغتة الآعداء ومفاجأتهم وعندها وعلى الفور ركب بغلته(وليس فرسا لأن الفرس سريع العدو ولكن بغلة يتحداهم أنا ها هو أنا ليرونه)وسار وسط القوم وهو يقول : "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب " وبالفعل إذا برجل يسمى فضالة بن الملَّوح يراه و يتعقبه حتى أتى و مشى خلف النبي ويريد أن يطعن النبي من وراء ظهره حتى يريح الناس منه على حسب ظنه والنبي في قلب المعمعة فإذا به يلتفت ويقول له : أفضالة؟ قال :نعم قال : ماذا تريد أن تصنع ؟ قال :لا شيء يا رسول الله ؟فوضع رسول الله يده على قلب الرجل وقال : اللهم طهِّر قلبه وهو يعلم ما يريد أن يفعله به قال فضالة : فما رفع يده وإلا وقد كان أحبَّ الخلق إليَّ وقد كان قبل ذلك أبغض الخلق إليَّ [1]أخرجه الألبانى فى سلسلة الصحيح عن عائشة رضى الله عنها .
يتبـــــــــع إن شــــــــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الإثنين فبراير 06, 2012 8:57 am | |
|
تأليف القلوب
لقد فطر الله عزوجل حبيبنا ونبيينا على الكمالات العليا من الأخلاق الإلهية وخلع أوصافه على حبيبه فصارت جبلِّة وطبيعة له فهي هبة له من الله ليس بجهاد ولا مجاهدة وليس بتكلف فجعله بذلك مثلاً ونموذجاً قويماً يحتذى به لجميع البشرية فهو النموذج الأكمل والمثال الأعظم في كل أخلاقه و تعاملاته وأحواله سواء مع أهل بيته أو مع جيرانه أو مع إخوانه من المؤمنين أو حتى مع أعدائه من الخلق أجمعين
وهكذا ورد خلقه في التوراة والإنجيل - كما أسلفنا الذكر - وهكذا كان هديه طوال حياته الدنيوية هذا لأن الله عزوجل جعله قطباً جاذباً للعالم أجمع بأوصافه وبأخلاقه التي كمَّله بها الله فلا يراه إنسان مهما كانت قساوة قلبه أوغلظة طبعه إلا رقَّ لهذه الأخلاق وحنَّ إلى هذه الصفات وتمنَّى أن يتجمَّل بهذه الجمالات لأنها جمالات الله جلَّ في علاه سر قوله{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}أو كما قال أهل القراءة الأخرى{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقِ عَظِيمٍ }خلق مضاف وعظيم مضاف إليه والعظيم هو الله أي أنك على خلق الله جل في علاه و من سر هذا فقد جعل الله مع هديه في صوته وفي حركاته وسكناته الشفاء من كل داء هذا النبي الذي وجد في أمة كانت أسوء الناس أخلاقاً وأشرس الناس تعاملاً وكانوا كما وصفوا كالأوابد المتوحشة لم تكن هناك أمة في مثل جفوتهم وقسوتهم وغلظتهم فبالخلق العظيم أو بخلقِ العظيم ما زال يرقِّق قلوبهم ويليِّن أفئدتهم ويجمِّل أخلاقهم ويحسِّن طباعهم ويألِّفهم ويتآلفهم حتى صاروا كما قال الله عزوجل في قرآنه واصفاً لهم {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}إلى آخر الآيات الكريمات
كيف تحوَّلوا؟وكيف تغيروا؟وكيف تبدَّلت أخلاقهم وصفاتهم؟كيف حدث لهم هذا؟كيف ألَّف الحبيب بين صحبه؟بل وكيف ألَّف العرب قاطبة إلى دين الله وإلى كتاب الله؟لم يكن هذا أبدا بالخطب الرنَّانة ولا بالكلمات الطنَّانة وإنما حدث كل هذا التغيير و التحول بما رأوه عليه من جمال وكمال حلاّه وجملَّه به الواحد المتعال
فقد فطر الله حبيبه ومصطفاه على هذه الأخلاق وتلك الكمالات حتى قال حكيمهم أكثم بن صيف بأوصافه الطيبة وبأخلاقه الحميدة التي كان عليها النبى" لو لم يكن ما جاء به محمد ديناً لكان في أخلاق الناس حسناً "وأنتم تذكرون جميعا عندما خطب جعفر بن أبي طالب في النجاشي ومن معه وأراد أن يبيَّن جمال الإسلام ونبي الإسلام فلم يذكر العبادات ولا أحكام التشريعات وإنما ذكر جمال الصفات :كنا أمة نعبد الحجارة ونأكل الميتة وكذا وكذا من أوصاف الجاهلية فجاءنا نبيٌّ نعرفه ونعرف نسبه ونعرف أوصافه فصيَّرنا إلى كذا وكذا ولكى يحبِّبنا فيما فيه تآلف القلوب ولم الشمل و جمعه على علاّم الغيوب نبَّه مراراً وتكراراً من الذي يريد أن يكون معه ويريد أن يحظى بفضـل الله معه ويريد أن يكون يوم الدين معه وأن يحشر في الجنة معه؟بيّن وقال{ أحبكم إلى الله أقربكم مني مجلساً يوم القيامة}هل أكثركم عبادة أو أطولكم قياما ًأكثركم صياماً أعظمكم ذكراً؟لم يقل هذا ولا ذاك لأن هذه الأعمال المهم فيها هو القبول والقبول لا يحكم به في الدنيا إلا جهول فإن القبول متروك لله جل وعلا لكنه قال{إنَّ أحبَّكم إلى الله أحاسِنكم أخْلاقاً الموطَئونَ أكنافاً الذين يَألَفون ويُؤلَفون} {إنَّ من أحبِّكم إلىَّ و أقربُكم مني مجلساً يومَ القيامة احاسنكم أخلاقا}
وبشرح آخر وبفهم نستقيه من معانى كلام الله فكل هذا الإنقلاب الهائل الذي حدث لأمة العرب يرجع لهذا النبي الكريم وهذا الرسول العظيم وهذا هو الذي ذكَّر الله عز وجل المؤمنين أجمعين به وبهديه إلى يوم الدين فقال لنا أجمعين{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}ونعمة الله في هذه الآية هو رسول الله لأن النعمة الموصوفة في الآية يقول الله فيها لأهل العناية هذه النعمة{إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}
فكانت هذه الآية إشارة إلى الطريقة السديدة والمنهج الرشيد في دعوة الخلق إلى الله وهو الطريق الذي مدحه وأثنى عليه الله في كتاب الله ألا وهو تأليف القلوب على الحبيب المحبوب وهو لا يتم إلا بأوصاف الحبيب المحبوب التي تجمل بها من حضرة علام الغيوب ولذلك يقول الله عزوجل في آية أخرى مبيناً هذه الحقيقة أن الذي ألَّف هو جمال الله وكمال أوصاف الله التي خلعها على حبيب الله ومصطفاه {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}يتحمَّل الأذى من الجميع وبشرح ثالث و بنور ساطع من آية أخرى من كتاب الله لترى كيف ألَّف القلوب وجذبها بشدة إلى أنوار الواحد المحبوب{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} هذا ما أمره به ربه وهذا ما تخلَّق به حقا و صدقا فى كل أحواله و فعاله وأنفاسه و أوقاته
وانظر إلى العربى الذى دخل علي النبى بكل الغلظة والجفاء فقد كان الرجل مشهورا بغلظ الطبع و جفاء النفس وقسوة العريكة فلما دخل على النبى تبسم له ولاطفه وألان له الكلام – مع أنه كان قال لهم عندما استأذنوا له( بئس أخو العشيرة هو فقالت السيدة عائشة بعد خروجه : يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له قال ياعائشة إنَّ شرَّ الناس عند الله من اتقاه الناس مخافة فحشه) وفى رواية أخرى لنفس السياق(ياعائشة إن الله لا يحبُّ الفاحش المتفحش)فعائشة رضى الله عنها رأت منه عجباً فأفهمها أنه ليس فاحشاً ولا متفحشا ولا قاسياً ولا فظاً ولا غليظاً فهو لا يستطيع أن يقول القول الجافي ولا أن يعامل الخلق بمعاملاتهم ولا أن يسيء إليهم وإن أساءوا لأن الله فطره على ذلك فبعفوه وبإعراضه عن أهل الجهالة وسوء الخلق بل وبتحمله للأذى من الجميع ألَّف قلوبهم وألان جافى طبائعهم وبدَّل أوصافهم
ولكى نزيد الأمر إيضاحا نقول أنه ما رد على أحد إساءته لماذا؟لأنه لو رد على كل إنسان إساءته فإنهم لن يقبلوا أبداً على دعوته وهو يريد أن يدعوهم إلى كتاب الله وإلى شرع الله وإلى دين الله فبين لهم بدعوته وبحاله وبخلقه أن هذا هو دين الله والذي يتحمل نبيه الإساءة في سبيل نشر كلام الله وفي سبيل بيان دين الله لجميع خلق الله
خذوا مثالا آخر ولكنه مع قوم أخطر وأنكى مع المنافقين فإنه بعد غزوة حنين وبعد أن نصر الله رسوله في هذه المعركة جاء بالكافرين الذين انطووا تحت لوائه صاغرين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وهو يعرفهم لأن الله قال له{تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ}ويعلم مطالبهم ومآربهم فجاء بواحد منهم وهو أمية بن خلف وقال له : تكفيك هذه الأغنام؟وكانت تملأ ما بين جبلين قال: زادك الله شرفاً يا رسول الله . قال : لك هذه الأغنام التي بين الجبلين ومثلها معها فذهب الرجل لقومه وهو يقول : لقد ذهبت إلى محمد وما على وجه الأرض رجل أبغض إلىَّ منه فما زال يعطيني ويتألفني حتى ما صار على وجه الأرض رجل أحب إلَّي منه لقد أعطى عطاءاً لا يجود به الملوك؟فلا يجود به إلا نبي
لأن الله جعل الدنيا في أيديهم ولم يجعلها في قلوبهم وهذه النماذج لو استرسلنا فيها لاحتجنا إلى وقت طويل كيف كان النبي يعامل أعداءه ليؤلفهم إلى دين الله ويهديهم إلى شرع الله ويسمعهم كتاب الله؟إن هذا هو الذي قال فيه مولاه فى محكم التنزيل{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}مع الإساءة قال له : اعفوا عنهم واستغفر لهم بل وشاورهم في الأمر تأليفا لهم
أما إخوانه المسلمين والمؤمنين فكان يقول لهم دوماً كلما جلسوا معه وأرادوا أن يخوضوا في أعراض إخوانهم أو أن يذكروا مثالب بعضهم(لايبلغنى أحد من أصحابى عن أحدٍ شيئا فإنى أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)فلم يكن يسمح في مجالسه لأحد أن يسيء إلى أحد فلا يسمع في مجلسه غيبة ولا نميمة ولا كلمات هجر ولا سب ولا فحش وإنما كانت مجالسه كما وصفوها وقرروها مجالس علم ونور ورحمة وحلم وكرم أخلاق فهو صلى الله عليه و سلم فى مجالسه بل و فى حياته كلها من أولها إلى آخرها ما عاب بشراً قط ولا سب إنساناً قط ولا ضرب بيده أحداً قط إلا إن كان في ميدان الجهاد يضرب في سبيل الله.
[1] رواه ابن أبى الدنيا عن أبى هريرة [2] أخرجه الألبانى فى سلسلة ألحاديث الصحيحة [3]عن عروة بن الزبير عن عائشة رواه الترمذى
يتبــــــــــــــع إن شـــــــــــــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الجمعة فبراير 10, 2012 4:24 pm | |
| سلوك النهج القرآنى فى الرد على من أساء إلى رسول الله ولاتستوى الحسنة و لا السيئة : قدم الله لنا المنهج الكريم في التعامل مع أهل الإساءة لنا أجمعين فقال تعالى{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}إذاً ماذا نفعل؟{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}ما النتيجة؟{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}هذا هو منهج القرآن الذي أنزله الرحمن على النبي العدنان وعمل به المسلمون في كل وقت وآن وهذا المنهج واضح في أكثر من موضع في القرآن وأول من طبق هذا المنهج هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنتم تعلمون جميعا أن أهل مكة قد وصفوه بأقبح الصفات وأشنعها وعلى الرغم من ذلك وتطبيقا لهذا المنهج القرآنى السامى أمره الله عز وجل ألا يرد عن نفسه وقال له في قرآنه{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} فإذا قالوا شاعر يرد الله عز وجل في قرآنه الكريم ويقول{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ}وإذا قالوا مجنون فيرد من يقول للشيء كن فيكون ويقول{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ}فتولى الله بذاته الرد على إساءة الكافرين والمشركين والجاحدين على حبيبه ومصطفاه وقال له منبهاً ومعلماً{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين}لأن هذا هو الذى يؤدى إلى النتيجة التى ذكرها الله{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ثم يتناول القرآن الكريم هذا المنهج فى موضع آخر فيبين الله عزوجل لمن يرد على السيئة بالسيئة فيقول{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}وهنا إشارة لطيفة : فلنقرأ " وجزاء سيئة " ثمَّ وقْفٌ فى القراءة ، ..." سيئة "، ثُمَّ وقفٌ ثانى " مثلها " وهذا يعنى : أن جزاء السيئة ( أى الرد عليها )سيئة أيضا أو بتعبير آخر إنك إن قوبلت بسيئة فى حقك فانتصرت لنفسك ورددت عليها فقد ارتكبت إذا سيئة مثلها فمن يرد على السيئة بالسيئة يصبح مثله ماذا أفعل إذاً؟فمن عفا وأصلح فأجره على الله هذا هو المنهج القرآنى فى الرد على الإساءة وتعالوا نأخذ بعضا من الأمثلة التى طبق النبى فيها هذا المنهج على نفسه وفى بيته وبين أصحابه حتى لم يدع مجالا لمتشكك أو مرتاب فى جمال و كمال و سماحة هذا الدين ومهما اشتدت الإساءات و توالت عل أى أحد فإنه لا يوجد من تعرض لإساءات أشد مما تعرض لها رسول الله من أهل مكة حتى أنه يوضح ذلك فيقول فرعوني أشد علىَّ من فرعون أخي موسى عليه وفرعونه كان أبو جهل ومع ذلك عندما دخل مكة فاتحاً جمع أهل مكة وجاءوا خائفين - فقد فتحت مكة عنوة - وقال لهم كما تعلموا أجمعين : ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟فقالوا بأطراف ألسنتهم وليس من قلوبهم : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم . قال: إذهبوا فأنتم الطلقاء لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لإخوته{لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ومثال آخر لترى كيف أن عدم مقابلة الإساءة بمثلها يلين الطبع الجافى بل و يحول العدو إلى صديق و افى عندما تيقن ابن فرعون الأمة عكرمة بن أبي جهل أن النبي داخل مكة لا محالة هرب ولم يكن يدري إلى أين يتجه فاتجه إلى اليمن فلما رأت امرأته صنيع رسول الله عند فتح مكة أرسلت إليه رسالة على عجل : يا عكرمة أقبل على رسول الله فإنه يعفو ويصفح ويصل الرحم ويحمل الكلَّ فوصلت الرسالة إلى عكرمة وهو على أهبة أن يركب سفينة إلى بلاد الحبشة فرجع وعفا عنه رسول الله وكانت نتيجة العفو أن نذر أن يجاهد في سبيل الله وظل يجاهد حتى استشهد في معركة اليرموك في فتح بلاد الشام ولو أن سيدنا رسول الله عامله بمثل صنيعه لمات كافراً ولكنه وهو الرحمة المهداة أراد أن يجمع الخلق على الله ويحببهم إلى ذات الله لا أن ينفرَّهم من طريق الله وقد ورد في شأنه وفي خلقه أنه كان لا يغضب لنفسه قط إذا سبّوه أو إذا أهانوه فقد كان لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله وخذوا مثالا على ذلك اشتهر فى كتب السنة وفيه أنوار جلية و أسرار سنيَّة فقد جاءه رجل من الأعراب و هو جالس في وسط أصحابه فى عزِّته و منعته وقام بجبذه جبذا شديدا من حاشية ثوبه حتى حمَّر رقبته وهو يقول له في جفاء و غلظة شديدة : يا محمد أعطني فإن المال ليس مالك و لا مال أبيك وعندها غضب أصحابه بشدة و كادوا يهمون بالرجل ليبطشوا به لتطاوله إلا أن النبى اوقفهم بل و أمرهم ألا يتحركوا من أماكنهم حتى يأذن لهم ليحمى الإعرابى من غضبتهم لعلمه بشدة حبهم له وقال له : صدقت إن المال ليس مالى ولا مال أبى ودخل منزله وأحضر له عطاءا و أجزل له ثم سأله : أرضيت ياإعرابى؟هل أحسنت ؟ فقال : لا أحسنت و لا أجملت لكن إعطنى وكررها ثانية فمازال عليه الصلاة و السلام يعطيه و يسأله إن كان قد رضى و يقول لا والنبي يزيده حتى رضي الرجل ومدح رسول الله و زاد فى مدحه فقال له النبى : فإن كنت قلت ذلك فاخرج إلى أصحابي فقل عندهم مثل ما قلت لأنك أغضبتهم بفعلتك فخرج وفعل فرضي أصحابه وطابت نفوسهم فصارت الواقعة مثلا واقعيا يحتذى به و درسا عمليا و افيا علَّمه لأصحابه فى كيفية التصرف مع من أساء إليه صلى الله عليه وسلم وفى هذه الواقعة على روياتها المتعدده وصيغها وطرقها المختلفة إشارات سامية وتوجيهات عالية إلى الآداب السلوكية فى مواجهة الإساءة أو الرد على فاعلها :
أولها : هذا فعله عليه الصلاة و السلام مع مسلم المفروض بديهة أنه يعرف المبادىء الأولية عن قدره الشريف ومدى حب المسلمين له ؟ وعلى الرغم من ذلك فانظر كيف عالج الموقف؟وكيف التمس له العذر فى غلظته و سوء تصرفه؟فما بالنا لو صدرت الإساءة ممن لايعرف قدره لا مقامه؟بل فما بالك لو جاءت الإساءة ممن عمى عقله عن الحقيقة بالدعايات المغرضة والأقاويل الباطلة التى تنزل عليه ليل نهار؟هل كان يواجهه بمثل إساءته بعد أن فقهت هذه الواقعة ؟
تانية: بل أنظر كيف حمى الرجل من غضبة أصحابه ؟ وأمرهم ألا يبرحوا مكانهم إلا بأذنه و الإساءت تتوالى على شخصه الشريف وأصحابه تغلى نفوسهم و يودون لو يطيحوا برقبته لشدة إساءته
وثالثة: أنظر كيف حلم عليه وثابر على ذلك ؟ ولم يزده إغراق الإعرابي فى الإساءة إلا مزيدا من الحلم و الصبر و التماس العذر ّ
ورابعة: وفى رواية أن النبى قال له لا أعطيك ياإعرابى حتى تقيدنى من جبذتك التى جبذتنى ( رواية النسائى عن أبى هريرة)ولكن الإعرابى لم يسمع وكرر طلبه بصلافة و النبى يقول : لا حتى أقتد منك ما فعلته بى ويكررها والإعرابى لايسمع أو يسمع و يقول لا أقيدكها والنبى يكرر ليبرهن لأصحابه أن الرجل قد أصمَّه غضبه فلما استبان للجميع أن الرجل قد أعمته رغبته حتى عن السمع أو الفهم نزلت رحمته و أخذ يعطيه ويعطيه ليعلمنا بذلك أنه : إن عمى خصمك أو أصم أذنيه فأنت أيها المسلم أحوج ماتكون ساعتها للبصيرة ولضبط النفس حتى يمكنك أن تساعده فى رفع الغشاوة عن عينيه أو إعادة الإستماع لصوت العقل ولكن إن عمى المسيىء إليك الجاهل بقدرك وجرَّك بقبح فعله فعميت مثله ؟فما هو الفرق بيننا ؟ وكيف تكون النتيجة ستزداد العداوات و تتقطع الأواصر و يفتح باب الشقاق و الفرقة ودخول أطراف أخرى بقصودها – انظر كيف منع أصحابه من التدخل – وعندها تصبح العودة إلى الصواب أصعب وأشد على النفس و أنكى بل قد تستحيل والتاريخ ملىْ بعشرات الأمثلة علي هذا و التى غيَّر مجراه فيها صبر فرد على أذية أو عكس ذلك .
وخامسة : بعد انتهاء الواقعة و عودة الإعرابى إلى جادة الصواب صفح عنه النبى ولم يذكر موضوع القصاص ثانية لأنه لا يهمه سوى تحوَّل الرجل من الغلظة و الشدة إلى اللين و الاستجابة وهذه بداية التغيير وقبلها لافائدة . السادسة : فى النهاية لم يدعه النبى يمشى حتى طلب منه أن يسمع أصحابه ما قاله له فى بيته عن رضائه وسرور نفسه ليشهدهم بأنفسهم نتيجة الصبر على الأذى وتحمل الإساءة وكيف صيَّرت الأعرابى إلى النقيض فيكون تعليما لهم وليذهب غضبة نفوسهم عليه فيصفو المجتمع من الشحناء وتزول العداوات والبغضاء ولذلك فإن حضرة النبي الأعظم وأنتم تعلمون فلا يوجد إيذاء تعرَّض له رسول الله أكثر من إيذاء المنافقين الذين كانوا معه وتظاهروا بالإسلام هل إيذاء المنافقين له أكبر أم إيذاء الكافرين؟بالطبع كان إيذاء المنافقين لأن الكافرين كانوا يعلنون عليه الحرب أو يقولون عليه ساحر أو مجنون ومثل هذا الكلام الذي ليس له أساس لكن هؤلاء المنافقين هم من أذوه الإيذاء الشديد حتى أنهم هم من شنَّعوا على أعزِّ زوجاته من الذي روَّج هذه الإشاعة ؟ هل هم الكافرون ؟ أم المشركون ؟ أم اليهود ؟أبداً إنهم المنافقون الذين يصلٌّون ويصومون ويمشون مع حضرة النبي ويجلسون معه وآذوه مرة أخرى وهم راجعون " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ " هل يوجد من أهل مكة من يستطيع أن يقولها ؟ هل يوجد أحد من بني النضير أو بني قريظة يستطيع أن يتفوه بذلك ؟ لا ولكن قالها من يصلون ويصومون ويمشون مع حضرة النبي فتحمُّل حضرة النبي للمنافقين - عندما نراه - يعطينا المثل الأعلى لسيدنا رسول الله في أخلاقه التي جملَّه بها مولاه وقد قال أصحابه بعد هذه الفتن : يا رسول الله دعنا نقتلهم . فقال : ماذا يقول الناس علىَّ ؟ أيقولون أن محمداً يقتل أصحابه فيقولون : إنهم ليسوا أصحابك يا رسول الله .قال : إن الناس تراهم معي يصلون ويصومون.. قائد كتيبة المنافقين والذي قال : "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" كان ابنه من المسلمين الصالحين رأى بعض المسلمين يتحرشون به ويريدون أن يقتلوه فذهب لرسول الله ، وقال : يا رسول الله مرني أن أقتله (أى أباه)قال :لماذا ؟قال: إن نفسي لن تسكن وقد رأيت قاتل أبي لو قتله أحد منهم ؟فلا أريد أن أقتل مسلماً بكافر , فقال له رسول الله : لا وعندما قال أبوه : " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ " وقف ابنه على باب المدينة وقال لأبيه :لن تدخل وإلا ضربتك بالسيف أو يعفو عنك رسول الله؟لكي تعرف من العزيز ومن الأذلُّ فالحبُّ لرسول الله جعل الابن يقف في وجه أبيه ومع ذلك كان سيدنا رسول الله عندما يموت الواحد فيهم يذهب ليصلِّي عليه فيقول سيدنا عمر : إلى أين أنت ذاهب يا رسول الله ؟إنه فعل كذا وكذا؟فيقول : دعني يا عمر فيؤيد الله كلام عمر ويقول{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ}فيقول سيدنا عمر لرسول الله لقد قال الله كذا "الآية" فيقول رسول الله: سأزيد عن السبعين انظر إلى رحمة رسول الله ويتوفى قائد كتيبة المنافقين فيصلي عليه ولكي يطيب خاطر ابنه يخلع قميصه ويقول كفنوه فيه
فإذا رحمت فأنت أم أو أب ... هذان في الدنيا هم الرحماء وهو أكثر من الأم والأب{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}هذا هو النبي الكريم الذي كان يؤلف كل قوم بما يلائمهم لأنه أُرسل للناس لتأليف القلوب وجمع النفوس على حضرة المليك القدوس وهكذا علّم أصحابه أن يكونوا على شاكلتة فلا يغضبون لأنفسهم وإنما يغضبون لله لأننا جند الله{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}وجند الله لا يملكون لأنفسهم قليلاً ولا كثيراً ولا يأتمرون إلا بأمر الله ويتلقون تعليماتهم من الحبيب الأعظم ، الذي عينه الله وقال لنا في شأنه{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} يتبـــــع إن شـــــــــاء الله
| |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الأحد فبراير 12, 2012 11:05 am | |
| تم نقل الموضوع من كتاب( واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله | |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الأحد فبراير 12, 2012 11:08 am | |
| [size=25] حادثة الإفك
وأكبر واحد شنَّع على زوجته التقية النقية السيدة عائشة كان اسمه مسطح بن أثاثه وكان ابن خالة سيدنا أبي بكر وكان أبو بكر يكفله ويرعاه ويعطيه نفقاته وأكله ولبسه وكل متطلباته ومع ذلك كان أول من شنع على السيدة عائشة فلما سمع سيدنا أبو بكر بذلك قرر أن يقطع عنه المعونة فيقول الله لسيدنا أبي بكر في القرآن وليس لحضرة النبي وذلك لكي نعلم أننا مطالبون بذلك وليس رسول الله وحده قال{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}فقال سيدنا رسول الله: أين أبو بكر ؟تعالَ واسمع ماذا يقول لك حضرة الله؟فقال أبو بكر:بلى يارب قد عفوت عنه وأمر أن تعود المعونة لمسطح لماذا؟هكذا علمَّهم رسول الله لأن هذا ما يظهر جمال الإسلام
وهنا تأتى لبنة أساسية لإزالة الأحقاد ومحو الإساءات وآثارها ورأب الصدع وترميم شقوق جدران العلاقات التى تحدثها الخلافات أو المناوشات والمهاترات أخوك يريد أن يعتذر إليك وهو فى حرج و خجل مما فعله وقد لا يجد عذرا يقدمه ؟ يريد من المياه أن تعود لمجاريها ولكنك قد تصدَّه أو تردَّه لسوء فعله و ضعف عذره وهنا يأتى البلسم الشافى من النبى الكافى الوافى الذى ماترك بابا من الخير إلا ودلَّنا عليه فقال لكل واحد أتاه أخوه معتذرا لو كان عذره واهيا أو حتى باطلا لأنه يريد أن تصفح عنه وتسامحه على أية حال فقال فى معنى الحديث الذى اشتهر عند الصلح(مَنْ أتَاهُ أخُوهُ مَتَنَصِّلاً فليقْبلْ ذلكَ مِنْهُ مُحِقا كَانَ أوْ مُبطلا فإنْ لمْ يفعلْ لمْ يَرِدْ على الحَوْض)
والآن فلنتصفَّح عددا من النماذج التى ضربها لنا الصحابة فى اتباع النهج القرآنى فى الردِّ على الإساءة وأعطاهم التطبيقات العملية فى هذا الأمر المرة تلو المرة فقد دخل رجل في مجلسه وأخذ يقرع الصديق بكل أنواع السباب والشتائم وهو صامت فلما استطال الرجل همَّ الصديق أن يردَّ فما كان منه إلا أن قام من المجلس وتركه فأسرع وراءه الصديق أبو بكر وقال : يا رسول الله قد سمعت ما قال . قال: نعم يا أبا بكر كانت الملائكة ترد عنك فلما هممت أن تدافع عن نفسك ذهبت الملائكة وحضرت الشياطين ولا أجلس في مجلس فيه شيطان[إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا]
سيدنا الأمام على وبقية السلف الصالح كان الناس أو الحاقدون يستفزُّونهم ليغضبوا ليخرجوهم عن طبيعتهم التى اهتدوا إليها على هدى الحبيب فلا يخرجون مشى وراءه يوما رجلٌ و هو يسبُّه و يلعنه والإمام لا يلتفت إليه ولا يردُّ عليه حتى اقترب من منازله ودياره فتوقف والتفت للرجل وقال له : ياهذا إن كان بقى عندك شىْ لم تقله فهاته لأنى اقتربت من دارى وقد يراك أحد الصبية فيؤذونك و أبوء بهذا الإثم فخجل الرجل من الإمام على و عاد أدراجه وعندها ظهر رجل كان يتبعهم عن كثب هزَّه الحلم والصفح فقال : ياأمام ما هذا الحلم؟لقد صبرت عليه فوق الطاقة والاستطاعة فأنشد الإمام علىٌ يقول
يخاطبنى السفيه بكلِّ حمق .... فآبى أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة و أزيد حلما .... . كعود زاده الإحراق طيبا
رجل من أصحابه أسلم اسمه ثمامة بن الأشرس وكان من اليمامة شمال اليمن جنوب الجزيرة العربية وقد كان قمح مكة كله يأتي منها فذهب ثمامة مرة من المرات إلى الكعبة وسمعهم يشتمون رسول الله فقال: أتشتمون رسول الله والله لن تصلكم حبة من اليمامة حتى يأمر رسول الله وقطع عنهم القمح فقالوا: يا محمد ننشدك الرحم هنا يسألون عن صلة الرحم وهم من قطعوا الرحم ولكن رسول الله كما وصفه الله{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}فأمر ثمامة أن يعطيهم القمح هذا ما أمره الله به{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} {أوصاني ربي بتسع أوصيكم بها أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني}
فهم الذين قاطعوه وحاصروه ألم يكن يستطيع أن يحاصرهم؟كان يستطيع ذلك بل إنه حتى لم يدعُ عليهم ولكنه دعا لهم وقال{اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون}ومرة أخرى{اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون}وبعد أن رأينا كل هذه الأمثلة والوقائع المروية من الأقوال المسيئة والأفعال المؤذية الشنيعة من الكفار والمشركين والمنافقين والمسيئين وصانعى الفتنة ومروجى الإشاعات وغيرهم وسمعنا وشهدنا فى مقابلها الردود القرآنية والأفعال النبوية والتوجيهات المحمدية
فإنى أقول بكل وضوح وجلاء لو أن كل من يعادي الإسلام أو يسىء إليه سنعلن عليه الحرب مباشرة من إذاً سيشعر بجمال الإسلام و يتذوق كمال الإسلام؟بل إنه سيصير الجميع أعداءاً ألداء بلا أمل فى الرجوع إلى الحق أو الاهتداء لكن ننظر فإذا كان أعلن الحرب على الإسلام لعذر وجهل بالإسلام فيجب أن نتمهل لكي نعلمه أولاً ونصبر عليه إلى أن يعرف الإسلام والمسلمين إذا كان جاهلاً بالإسلام فعلينا أن نعلمه تعاليم الإسلام وأخلاق الإسلام وأحكام الإسلام وجمال الإسلام وجمال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام لكن إذا كان يقول ذلك مع كمال علمه بالإسلام فنعلن الحرب عليه لكن أعلن الحرب على الذي يبادئني وهو يعلم قدرى وحتى فى الأمثلة الحياتية اليومية واحد لا يعلم قدري وشتمني هل أرد عليه؟فأنا مثلاً أمشي في الشارع وهناك طفل لا يعرفني وشتمني هل أقاضيه ؟أو امرأة لا تعرفني وشتمتني هل أرد عليها؟لا ..على من أرد إذاً؟على من هو مثلي ويعرفني ويشتمني عامداً متعمداً وهذا هو الأمر الذي علمه رسول الله لأصحابه الكرام وعلى هذه الشاكلة نشأ أصحابه إلى يومنا هذا وليس معنى كل ما أسلفنا ألا نغضب لنبينا بل أرجوا أن يكون غضبنا لنبينا لنصحح أحوالنا ونقتدى به في سلوكنا وأفعالنا ونبلغ رسالته بعد ذلك إلى الخلق أجمعين فإن الله وعدنا أنه سينشر هذا الدين بهؤلاء الرجال الذين هم على نهج سيد المرسلين
والآن و قد استبان لنا جليَّـا فيما سبق أن مهمَّة هذه الأمَّة هى مهمَّة الأنبياء والرسل ألا وهى دعوة الخلق إلى الحق فإنه لابد من مرحلة أساسية قبل أن يمكن لأى مسلم اليوم وفى أي يوم أن يدعو غيره ؟نأخذ هذا الأساس من خطابه لنا سبحانه و تعالى بقوله{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}فإن المتبصر فى هذه الآية يرى العجب العجاب في ترتيب كلام الله فنحن نعتقد ونظنُّ ونوقن أن الإيمان هو البداية وأن الأعمال تتبع الإيمان لكنَّ الله جعل الإيمان في الترتيب تاليا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك تؤمنون بالله فكأن من لم يأمر نفسه بالمعروف ولم ينهها عن المنكر فهو في حاجة إلى تجديد الإيمان بالله مع حضرة الله جلَّ في علاه لأن المؤمن الذي آمن إيماناً حقاً هو الذي يأمر نفسه ولا أقول يأمر غيره لأن النبي جعل الدعوة إلى الله لكم يا عباد الله على مراحل ووضح ذالك و بينَّه بيانا عمليا شافيا ونظريا وافيا وطبَّـق هذا فى جميع مراحل دعوته ومن ورائه الصحابة و التابعون حتى ورد فى الأثر المشهور{ ادعو نفسك فإن استجابت فادعو غيرك}
ومن هنا نجد أن من يدعو غيره قبل أن تستجيب نفسه لا يفيد بل ربما يسبب مشاكل جمَّة لا تنتهي مع العبيد كالذي يأكل فاكهة غضَّة لم تطب فمن يأكل العنب وهو حصرم يصاب في الحال بتعب في معدته وأمعائه ومن يأكل أي طعام قبل نضجه يصاب فوراً بتعب لأنه أكله قبل نضجه فالداعي الذي يدعوا إلى الله وكلنا قد كلفنا الله بهذه الدعوة هو الذي يأمر نفسه بالمعروف وينهى نفسه عن المنكر ثم يقوم بعد ذلك داعياً من يدعوا قال النبى راسماً للمنهاج فى أحاديث عدَّة وعلى روايات{ابدأ بنفسك}{وابدأ بمن تَعُول}{ابدأ بأمكَ وأختكَ وأخيكَ والأدنى فالأدنى ولاتنسوا الجيران}
يبدأ بنفسه ثم بأهل بيته ثم الأقرب فالأقرب فإذا وجد استجابة عليه أن يوسِّع الدائرة لأن الله سيؤيده وسيسدِّده بعونه وتوفيقه ومعونته فهذه الأمة قد كلَّفها الله بهذه المهمة للخلق أجمعين وإذا قاموا بها فإن الله ضمن لهم في الدنيا حياة طيبة وفي الآخرة سعادة دائمة
أما في الدنيا فيقول فيها الله{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}ولم يقل من عَلِمَ ولا من عَلَّمَ ولكن من عَمِلَ لأن أول ما يطالب به المؤمن هو العمل بما علم فكل مسألة تعلَّمْتها أنت مطالب بالعمل بها وإلا ستحاسب عند الله على تركها والتفريط في العمل بها{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ماهي النتيجة؟أما في الدنيا{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}
وأما في الآخرة{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}فإذا فقهنا واستوعبنا مراحل الدعوة إلى الله إبتداءاً من دعوة النفس وسلكنا دروبها مرحلة مرحلة بالعمل والإخلاص لله كما بين الشرع وأوضح المصطفى عليه الصلاة والسلام فإنه عندها قد جاء دورنا لدعوة غيرنا كيف ذلك؟إن الأمم السابقة قد أدوا دورهم وعلينا أن نؤدي دورنا لأن الله أقام هذه الأمة المحمديَّة كما أسلفنا البيان في مقام الأنبياء فهم السابقون ونحن اللاحقون وانظر معي إلى قول الله عزوجل حيث يقول عن السابقين{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ(من الأنبياء والمرسلين)وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً}ويقول عن اللاحقين(وهم نحن إلى يوم الدين) {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}
فكما أنهم كانوا شهداءاً على قومهم في عصورهم فنحن شهداء على الأمم المعاصرة لنا والنبي شهيد على أهل القبل وأهل البعد لأنه شهيد على الجميع بأمر من يقول للشيء كن فيكون إذاً علينا أن نبلَّغ دعوة الله وأن نحمل رسالته وأن نصف للعالم أجمع كمال نعوته وجميل صفاته ليس بالألسن والعبارات ولا بالشرائط والتسجيلات ولكن بالأخلاق والسلوكيات التي يراها فينا أهل هذا العالم فيرى فينا أوصاف رسول الله ويرى فينا جمال الأخلاق و الصفات التي كان عليها والتى لا يراها جاحد إلا قرب من الله فإذا أظهرنا هذه الصفات بهذا الأسلوب التطبيقى فإن العالم كله سينفتح على دين الله ويدخلون في دين الله أفواجاً
فقد كان النبى بجمال أخلاقه وكمال أوصافه كما قال الإمام علي أن من رآه بديهة أحبَّه فهكذا يكون كل مسلم مجمَّل بهذا الجمال كل من يراه ولو كان على غير دين فإنه يحبَّه لا لأوصافه الحسية لكن لأوصافه المعنوية التي تجذب القلوب إلى الكمالات الإلهية لأن الله خلق القلوب ولو كانت أشد من الحجارة قسوة تميل وتحنُّ إلى الجمال والكمال وتشتاق إلى كريم الطباع وعظيم الخصال وهذا لا يكون إلا لله ربِّ العالمين ولسيد الأولين والآخرين ثم للمؤمنين الذين هم على أوصافه والذين أحسنوا متابعته في كل وقت وحين ولذلك تجد أن من يدعوا الناس بلسانه وعنده علوم ربما تعجز عن حملها المكتبات والكتب يفرُّ منه الناس لأنه يدعوهم بلسان غليظ وبخلق جاف والناس تفرُّ من ذلك فإن الحيوانات بذاتها تأنس لمن يميل إليها ويحاول أن يروِّضها بأخلاقه الجميلة وأفعاله الكريمة
[1] الأحاديث الثلاثة بالترتيب : صحيح فى الإرواء ، مسلم و أحمد عن أبى هريرة ، الطبرانى فى الكبير عن معاذ .
[size=25]يتبـــــــــــع إ ن شــــــــــاء الله
[/size] [/size] | |
|
| |
محمد الميانى عضو خبير
الجنس : العمر : 48 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 عدد المساهمات : 209 الأوسمة :
| موضوع: رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله الثلاثاء فبراير 14, 2012 7:36 pm | |
| ابدأ بالأخلاق و الجمالات
إن الإنسان يدخل إلى قلوب الناس بجمال النعوت المحمدية والأوصاف القرآنية فيميلون إليه بالكلية فإذا مالوا إليه خضعوا لديه فكل ما يأمرهم به يستمعون إليه أما إذا بدأ الإنسان بلائحة من الأوامر - حتى القرآنية - ولائحة من الوصايا والسنن - حتى النبوية - ولا يجد الناس فيه ( أى فى الداعى ) أي خصوصية أو مزيَّة تشير إلى أنه جاء من عند خير البرية ؟ - لأنك إذا جئت من عند رسول الله فيجب أن تكون على هداه في أخلاقه مع عباد الله - وعندها إذا لم يجد االناس فيه هذه الأخلاق فإنهم منه يفرُّون وعنه يبتعدون لأنهم يرون في فعله ما لا يجدونه في قوله ولذلك كان أصحاب رسول الله على هذه الشاكلة يحرصون على أن يتجملوا بجمال النعوت المحمدية والأوصاف القرآنية حتى كان يقول بعضهم في بعض وعن بعض : "من أراد أن ينظر إلى رسول الله فلينظر إلى فلان " لأنه صورة من رسول الله ليست صورة ظاهرية أو سطحية أو خَلْقية لكنها صورة معنوية نورانية أخلاقية جمالية إلهية على أخلاق خير البرية فعندما يجمِّل المرء نفسه بجمال أوصاف الحبيب فإن قلبه يطيب والله يجذب إليه ولو لم ينطق كل إنسان يريده الله ويحبه الله ويريد أن يكرمه ببحبوحة الإسلام وأن يعرِّفه بدين الله وشرع الله وهذا ما دعى الصالحين إلى أن يقولوا كما قال أحد الصالحين " حال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل واحد " وهذه دعوة الله في كل زمان ومكان لماذا نرى قبلاً وبعداً رجالاً قليلين يطلق عليهم فلان رجل صالح؟ وتجد هذا الرجل بمفرده يهتدي إليه ألوف وربما يكون صامتا ولا ينطق وربما يكون أمياً في القراءة والكتابة لكنه تجمل بأوصاف النبي في نفسه فيَشُدُ الخلق إليه وتنجذب النفوس إليه وترتاح القلوب إليه فيجمع الخلق على الله وهذا سرُّ جذب الصالحين للخلق أجمعين ولذلك نجد بعض علماء الدنيا قد ينفرون من ذلك بل ويحسدونهم على هذه المنزلة يظنُّون أن الأمر أمر فصاحة وأمر بلاغة وأمر كتب ومكتبات وعلوم ظاهرات ويقولون لماذا فلان هذا يلتف الناس حوله وأنا معي الدكتوراه ولا يلتفون حولي؟ إنه جاهل للسرِّ إن السرَّ في أوصاف الحبيب أخلاق كريمة وأوصاف عظيمة ولأن النبى يدعو الناس إلى الله طالباً رضاه لا يبغى من وراء ذلك مكاسبا دنيويَّـة ولا همماً دنيَّـة ولا أشياءاً سفليَّـة وإنما قال كما قال الله في شأنه في الآيات القرآنية{قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} {إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ} فهم يقولون كما قال الله في وصف خير داع بعد حضرة النبي إلى الله{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }لا يرجون من الخلق لا دنيا ولا شكراً ولا جمالاً ولا إكراماً ولا ثناءً ولا سمعة ولا شهرة إنما يرجون أن يقبل الخلق على الحق ويتركونهم مع الحق ويذهبون لغيرهم من الخلق يسوقون الخلق إلى الحق والحق بعد ذلك يتولى هؤلاء الخلق لأنه عزَّ سلطانه وعظم شانه هو الذي يتولى جميع القلوب بعنايته ورعايته وهذا هو الأساس الأول في جذب الخلق إلى الله فإذا تحلَّى أي رجل من هذه الأمة بجمال الإخلاص فإن الله يجعله من عباده الخواص ويسوق إليه الناس فلا يذهب هو اليهم ولكن الله هو الذي يسوقهم إليه لما في قلبه من إخلاص وليس لما في لسانه من طلاوة لسان وحلاوة كلام وما شابه ذلك مما يفعل الدعاة هنا وهناك فهؤلاء المخلصون هم الذين يدعون إلى الله على بصيرة والذين يقول فيهم كما كلَّفهم الله{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
الواجب نحو أهل أوربا و أمريكا اليوم؟ إن أول واجب علينا اليوم نحوهم هو أن نعرِّفهم جميعاً وبلغاتهم وفي كل مكان من أرجاء المعمورة نعرِّفهم برسولنا وبديننا من خلال حملة إعلامية واسعة عن هذا النبي وأخلاقه وتشريعاته ودينه وكتابه وكمالاته وليس الشأن شأن الحملة الإعلامية نفسها فإنما هى وسيلة و ليست غاية ولكنا مطالبون معها أن نكون صورة على قدرنا لأخلاق حضرة النبي وهذا هو الإعلان الأول فالعالم لا يريد منا غير ذلك حقيقة لا يريد كلاما ؟ ولكن قدوة طيبة لو رأوها سيدخلون في دين الله أفواجاً ولذا فهذه الحملة لابد أن يقوم بها رجال ذوى أخلاق عالية فهب أنا أرسلنا إلى كل رجل من أهل أمريكا أو أوروبا خمسة مصاحف بلغاتهم ماذا يصنع بها؟لكننا لو أرسلنا إلى كل مدينة رجلاً متخلقاً بأخلاق القرآن فإنه سيشد القلوب ويجذبها إلى حضرة الرحمن لأن طبيعة الإنسان تميل إلى المشاكلة - والمشاكلة تدعو إلى المجانسة والمجانسة تدعو إلى المؤانسة فيأتنس الإنسان به وينجذب إلى صفاته ويريد أن يجالسه ليستفيد منه أو يستفيد به فيكون ذلك سبب في إقباله على ربه عزوجل لإن هذا هو منهج رسول الله فإن الذى فتح المدينة هو مصعب بن عمير فتحها بماذا؟ هل بشرائط الكاسيت التي كانت معه؟أو بالصحف والمجلات التي كان يصدرها أو بالكتب التي كان ينشرها ؟لا بهذا ولا بذاك ولكن بأخلاقه وأفعاله وأحواله التي اقتدى فيها برسول الله وهكذا قس على ذلك كل الدعاة الذين نشروا الإسلام في كل أرجاء هذه البسيطة هذه وهي نفس المهمة التي قام بها أجدادنا وآباؤنا وفتحوا بها قلوب شتَّى الخلق من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى أمريكا فنحن لا نفتح المدن ولا القرى ولا البلاد بالسيوف والسلاح وإنما نفتح القلوب إلى دين الله وإلى كتاب الله وفتح القلوب لا يكون إلا بأخلاق تخلو من العيوب وبشمائل الحبيب المحبوب وهذا بالفعل ما يحرص عليه إخواننا المسلمون الأوربيون ويطلبونه ولكنهم إذا جاءوا إلينا هنا لا يجدوا مثل هذه الأحوال فنحن نتسمى بمحمد وعبدالوهاب وعبد الرزاق وعبد الغفار لكن سلوكياتنا تخالف ذلك كله فكيف نكون قدوة أوعونا لهم . فيا أمة القرآن: هلمُّوا بنا إلى مائدة النبي العدنان مائدة الأخلاق المحمدية والصفات القرآنية والأنوار الإيمانية وعندها يرى الناس فينا هذه المعاني وهذه الكمالات وهذه الفضائل فيدخلون في دين الله أفواجا قال الله تعالى{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}لماذا ؟{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} والرهبة ليست بقوة السلاح ولكن بقوة الإيمان وبطاعة حضرة الرحمن وبمتابعة النبي العدنان والمثل على ذلك من كانوا مع حضرة النبي عندما اجتاحوا العالم كله هل كان معهم سلاح ذري؟كانوا لا يملكون إلا السيوف العادية أما الفرس والروم كانوا يملكون سيوفاً حديثة ولها مقابض من فضة ومقابض من ذهب وعندما خاض خالد بن الوليد أكثر من مائة معركة حربية ولم يهزم في معركة حربية قط جمع قائد الروم أعوانه وقادة جيشه وقال أريد أن أرى السيف الذي يقاتل به خالد وقد هيئ له أن خالد نزل له سيف من السماء يقاتل به ولذلك ينتصر في كل المعارك وشاءت إرادة الله أن تدور معركة اليرموك وكان الروم فيها ستمائة ألف والمسلمون ستون ألفا ولأن الروم كانوا خائفين من المسلمين ماذا يفعلون؟ربطوا بعضهم بالسلاسل كل ستة منهم بسلسلة فلو فرَّ أحدهم جرَّه الباقون وجعلوا ورائهم خوازيق من حديد مثبتة فى الأرض تقتل الفارين وشاءت إرادة الله أن ينهزموا ويقع تدبيرهم فى نحورهم فكلما قُتِلَ منهم واحدٌ وقع على الأرض فأوقع الستة بالسلاسل معه ولما أرادوا الإنسحاب قتلتهم الخوازيق ووقع قائدهم أسيرا للمسلمين فأحضروه لخيمة خالد وكانت مقولته عن سيف خالد قد وصلت خالداً فقال له خالد :هذا سيفي الشأن ليس شأن السيف ولكنه شأن من يمسكه المهم هو من يمسك السيف وما هي درجة إيمانه وسلاح الرعب هذا تأكد وجوده في الزمن الحديث فما حدث مع الروم فى اليرموك حدث في معركة 1973م مع اليهود إذ ربطوا الطيارين في كراسي الطائرات حتى لا ينزلوا بالباراشوت فإما أن يصيب الهدف أو يضيع هو مع الطائرة وذلك لأن معظمهم كان ينزل بالباراشوت ويترك الطائرة من شدة الرعب وهذا النصر المرتقب والسلاح الذى لايقهر هو الوضع الذي وعدَ الله به في كتابه العزيز إذ من سيُخرج اليهود ويقضي عليهم ؟{فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا}ماهي صفاتهم؟{أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}أليس هذا كلام الله ؟ فلن يخافوا من القنابل الذرية ولا الصواريخ التي عند أعدائهم لأن من معهم هو الله وهو النصير وعندما يأتي هؤلاء العباد أعلن وبشِّر المسلمين بالنصر في كل أرض وفي كل واد والحمد لله فإن ما حدث أراه مكرمة عظيمة من الله إلينا لماذا ؟لأنها نبَّهت الغافلين من المسلمين وأيقظت حبَّ النبي الذي كان دفين لأن حبَّ الدنيا عند الناس طغى على حبِّ النبي وعلى حبِّ القرآن وابحث وفتش عن كل المشاكل والمشاغل التي شغلتنا وشغلت كل المسلمين في هذا الزمان وهي سر تأخرنا وخلافاتنا وسر عراكنا سببها كلها حبُّ الدنيا فإن كل القضايا التي تنظرها المحاكم سببها حبُّ الدنيا ولو نزع حبُّ الدنيا هل ستعمل أي محكمة بعد ذلك ؟لن تعمل لأن في هذه الحالة الناس تعمل لله ولكن المسلمين اشتغلوا بحبِّ الدنيا الزائد وظنوا أن التقدم والرقي فى اتباع الكافرين في هذا الشأن- سبحان الله - فيا ليتنا نتبعهم في العمل أو استثمار الوقت أو الجهد والأموال ولكننا نتبعهم في ما لا يفيد وما حدث قد نبَّه الغفوة الموجودة في الأفئدة نحو الحبيب لأن كل واحد من المؤمنين يجب أن يكون حبٌّ النبي أعلى شيء في قلبه وإذا تحقق هذا فإن الله يبلِّغه كل ما يريد في دنياه ويجعله من أهل السعادة العظمى إن شاء الله في أخراه وفى الختام بشرى بقرب الفتح و النصر أسوقها من التاريخ فإن كتّاب تاريخنا المعاصر والأوسط قد رأوا أنه لما احتل الصليبيون بلاد الشام وصنعوا القلاع والحصون فلما أتت جيوش الفتح الإسلامى لإستعادتها وكانت البلدة تستعصي عليهم شهوراً لقوة التحصينات فإذا أوشك أهل البلدة على اليأس من فتحها سبَّ أهلها حضرة النبي فيأتي الفتح بعد يوم أو يومين حتى أنهم من كثرة تكرار ذلك علموه و تناقلوه فإذا أخذ القوم في سبِّ حضرة النبي علم الصليبيون أن ذلك إيذانا باندحارهم وبمجىء الفتح الإلهي و النصر الرباني للمسلمين لأن الله ينتصر لحبيبه و مصطفاه في كل وادي و في كل موقع و كل حين فابشروا بقرب الفتح و النصر إن شاء الله {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } وصلى الله على سيدنا محمد من نصر بالرعب مسيرة شهر وآله وصحبه وسلم
| |
|
| |
| واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله | |
|