وعود في مهب الريح ؟؟؟ !!!

وعود في مهب الريح ؟؟؟ !!!

غزل غير موضوعي من رئيس وزراء العراق نوري المالكي الذي أعلن عن تخفيض نصف ما يتقاضاه لصالح ميزانية الدولة و الإفصاح عن نيته عدم الترشح لولاية ثالثة و وقوفه ضد هذا المبدأ .. هذا الغزل البارد جاء تحت تأثير موجة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها الساحة السياسية العربية عموما وما تبعها من تداعيات على مختلف بلدان الشرق الأوسط ومنها

العراق الذي بدأت جماهيره بالتحرك والمطالبة بتغيير الواقع المأساوي الذي تعيشه .. المالكي الذي لم ينوي واقعا تحقيق المطالب الجماهيرية التي تركزت على محاور رئيسية ، تفوقه وحكومته أمكانية تحقيقها ،فالمطالبة الشعبية بإنهاء مظاهر الفساد المستشري في مؤسسات الدولة كافة والقضاء على البطالة التي وصلت حسب تقارير دقيقة الى أكثر من 45 بالمئة وضمان تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وخفض أسعار المحروقات وغيرها أكبر

بكثير من قدرات حكومة تفتقر الى الحس المهني و العقل الإداري الناضج وهذا ما يجعله في موقف محرج للغاية فأصبح من الضروري جدا أن يسارع الى الى تقديم ما يستطيع تقديمه من حوافز ( إعلامية ) لتهدأت غضب الشارع العراقي على طريقة عمل الحلوى بقدر مثقوبة ..!! فالمعروف أن أي أجراء من هذا القبيل يتطلب حسب الدستور العراقي مصادقة البرلمان بعد أن

تقدم رئاسة الوزراء بمشروع قانون يحصل على موافقة الأغلبية ولكنه آثر التوجه لوسائل الإعلام بدلا من البرلمان في محاولة لعرقلة مسيرة الاحتجاجات المتصاعدة التي تشهدها مدن العراق وللتغطية على الفضائع التي تعرض لها المتظاهرون على يد قوات الأمن فضلا عن التغطية على قرار المحكمة الاتحادية ربط الهيئات المستقلة برئاسة الوزراء والذي ضرب قاعدة ركيزة أساسية من قواعد العمل السياسي في ظل النظام البرلماني الذي يتبناه الدستور

العراقي والقائم على نظام الفصل بين السلطات حيث عد ذلك القرار نقلة نوعية سريعة تجاه حصر السلطات بيد رئيس الوزراء وتوطئة لدكتاتورية الحزب الواحد .. لقد أصبح من الغير الممكن القبول بأنصاف الحلول والمساومة على المصير المشترك للعراقيين وهذا ما بدا واضحا من خلال حالة التوافق الشعبي على مطالب المتظاهرين في مدن مختلفة حيث أن القواسم

المشتركة تحظى بنفس درجة الاهتمام عندهم مع توفر الرغبة الشديدة في الحصول على كامل حقوقهم بشرف أسوة ببقية أبناء الشعب العربي الذين حصد بعضهم مكاسب مهمة وآخرين يقفون على أعتاب تحقيق نصر كبير .. لقد أصبحوا أكثر من أي وقت مضى قدرة على فهم الخطابات والشعارات الطنانة فهم لا يستطيعون تكرار أخطاء الماضي والتصديق بترهات أصحاب الوعود فهم ينتظرون تحقيق مكاسب على الأرض لا غير......

برير سالم

منقول
http://www.iraqi.ch/forum/index.php?showtopic=11342

» فضائح ويكليكس ذهبت ادراج الريح