غيرة العراقي عضو خبير
الجنس : العمر : 40 تاريخ التسجيل : 25/10/2010 عدد المساهمات : 217 الأوسمة :
| موضوع: الثورة ثمن الثروة الإثنين فبراير 07, 2011 11:09 am | |
| الثورة ثمن الثروة
لا أريد أن أتعمق بشيء لا يحتاج إلى غوص عميق ، بل سأكتفي بإصطياد بعض الطافيات على السطح وما أكثرها ! وليس هدفي من هذه الأسطر المتواضعة الإهتمام بالماديات حدّ الطمع أو الشجع ، كلّ ما في الأمر وودت أن أتحدث عن حقوق شعبٍ طالت عليها سنوات الحرمان والضياع في بلد الثروات المنهوبة . ويتأكد في هذا الجانب معنى ( شرّ البلية ما يضحك ) ، وإلّا لو كنت شخصيا خارج العراق لما صدقت أبدا ما يمر به الشعب العراقي من دمار وسط حياة معدمة بمعنى الكلمة . كنا سابقا نعاني من نظام دكتاتوري فرض علينا بالقوة عاث بخيرات العراق الفساد . والآن نفس النتيجة ولكن الفرق عمّا كان سابقا هو أن السارق كان واحدا مفروض أمّا الآن السرّاق كثرة كاثرة تسلطت علينا بالإختيار ! ولم يقتصر الأمر لا في السابق ولا الحاضر على سلب الخيرات والثروات بل تعدّى الأمر إلى التعدي على الكرامات والحرمات ولا من رادع . الأمر الذي يستدعي حساب الأمور من جديد وتشخيص العلاج لا سيما وإن الإمور تسير من سيء إلى أسوأ . والكلام طويل ذو شجون ، وعن أي جانب نتحدث ، وأي مرفق ننتقد ، وأي حق لم نرَه مقطع الأوصال ؟! . حقيقة نحتاج إلى إحساس مسؤول عميق ، وصحوة ممغنطة بالإرادة والبسالة ، وعلى أقل التقادير نبرهن لأنفسنا قبل غيرنا بأننا عربا أحرارا . وما يحدث الآن في بعض الدول العربية كتونس ومصر يمثل الحياة ويمثل وجود الإرادة والفطرة الإنسانية الرامية إلى تحرير الإنسانية من الظلم والإستبداد . ولا أدري ماذا كان يفعل التونسيون والمصريون لو كانوا في وضعٍ كوضع العراق وواقعه ؟ وكما تعلمون الفرق شاسع بين الواقعين ، فخيراتنا أكثر وأكثر ودمارنا أكثر وأكثر ولا سبيل للخلاص إلا الثورة بوجه الفاسدين . والتجربة السياسية في العراق أثبتت إن الساسة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر ، والأحزاب والتيارات تتقاتل فيما بينها تارة وتتصالح مرة أخرى لأجل مصالحها فقط وفي كل الأحوال يبقى الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي ، فلا خصامهم فيه نفع ، ولا وئامهم فيه نفع ، ولا أعتقد يوجد عراقي لم يصل إلى هذه النتيجة وكذلك لا يوجد أحد راضٍ عن الأداء الحكومي أو لم تلحق به تبعات الطامعين النفعيين . ومن وجهة نظري المنبثقة من إستقراء الأوضاع أنه لا خيار أمام العراقيين غير الإنتفاضة والثورة بوجه الحكومة الفاشلة ولا سبيل غير ذلك لإسترجاع الحقوق المعنوية والمادية والتي تعتبر بمثابة الثروة التي نهبها الأشرار .
منقول د . محمد تق ي
| |
|